الاحزاب الانفصالية في شمال وشرق الفرات والقوى الداعم لهما

الدكتور مختار فاتح

2 ay önce

"أُحبطت خططهم في درع الفرات، وانتهت أحلامهم في غصن الزيتون، وتم القضاء على أهدافهم بشكل كامل مع عملية نبع السلام." كانت انطلاق الحملة العسكرية التركية، على مناطق سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ( PYD ) وحزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG) في الشمال السوري، من أدق وأخطر القرارات التي اتخذتها القيادة التركية خلال محطات الصراع في سورية،وكانت عملية غصن الزيتون والعمليات التركية الأخرى جاءت استجابةً للمخاوف الأمنية التركية، وكانت ردًا استراتيجيًا على التهديدات التي حاولت التمركز في شمال سوريا. ومع ذلك، غالبًا ما يُساء فهم الهدف الأساسي لهذه العمليات أو تُستخدم كأداة للدعاية. كان مسعى تركيا من هذه العمليات تحقيق هدفها الرئيسي من وراء هذه العمليات، يكمن في إنهاء مشروع قيام كانتون ارهابي على حدودها، وعلى الأقل في المرحلة الأولى، تقويض وجود هذا الكانتون الارهابي الانفصالي غرب نهر الفرات، ومنع كل إمكانيات وصله بالمناطق شرق النهر، بما يحول دون اية إقامة كيان انفصالي في سوريا مستقبلاً، من خلال تفكيك بؤر التوسع التي حاولت القوات ( PYD ) و(PKK) و(YPG) بدعم أمريكي وتغطية روسية، الاستناد عليها لفرض مشروع (روج آفا ) الذي يقوم على إدماج مناطق عربية وتركمانية وكردية ضمن نطاق جغرافي موحد.  بالمعنى الاستراتيجي، وكي يتحقق الهدف المطلوب من العملية، لا يكفي السيطرة على عفرين وحزامها الريفي، وإنما لابد من استعادة "منبج ومثلث الشيخ عيسى وتل رفعت" بما يؤدي إلى ربط الريف الشمالي والشرقي لمدينة حلب بمدينة إدلب.  من تصريحات قائد الجيش الوطني السوري فصيل سلطان مراد التركماني "فهيم عيسى": "لماذا قمنا بعملية غصن الزيتون؟  هل كانت عملية تستهدف أشقاءنا الأكراد؟  بالطبع لا، لم تكن كذلك أبدًا. اذا لماذا ، شن أعداء تركيا حملة دعائية مكثفة ضدها." يتابع فهيم عيسى بقوله "كانت هناك قوتان لدولتين عظميتين، روسيا وأمريكا، تخططان لمشاريع كبيرة في سوريا. وكانت عملية غصن الزيتون والعمليات الاخرى ضرورة لإفشال جزء من هذه المشاريع، خاصةً عبر منطقة عفرين والمناطق الاخرى لإنهاء الأحلام الوردية للانفصاليين من ناحية وخطط دول العظمى من ناحية اخرى .  هذه العملية كانت استكمالًا للمسار الذي بدأ مع عملية درع الفرات. حيث أُحبطت خططهم في درع الفرات، وانتهت أحلامهم في غصن الزيتون، وتم القضاء على أهدافهم بشكل كامل مع عملية نبع السلام." لماذا أُجريت عملية غصن الزيتون؟ قالت الحكومة التُركيَّة إن الهدف من العملية العسكريَّة هي القضاء على الإرهابيين والانفصاليين ، من قوات حماية الشعب الكردية، التي هي امتداد لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون تُركيا مُنذ سنوات وتهدد لأمنها القومي، خشيت أن يتمكن الانفصاليون ومن حولهم من الارهابيون من أكراد سوريا وداعميهم من إقامة كيان جُغرافي مُتصل على حدود تركيا قبالة المحافظات الجنوبية التي تقطنها أغلبية كُرديَّة. 1.المخاوف الأمنية لتركيا:    - هدفت العملية إلى تأمين الحدود التركية ووضع حد لوجود وحدات حماية الشعب (YPG-PKK) في منطقة عفرين.    - تُعتبر وحدات حماية الشعب/حزب الاتحاد الديمقراطي (YPG/PYD) منظمة إرهابية من قِبل تركيا، وكانت محاولاتها لإنشاء ممر شمال سوريا تهديدًا خطيرًا للأمن التركي. 2. خطط القوى العظمى في المنطقة:    - لم تكن العملية موجهة ضد المنظمات الإرهابية المحلية فحسب، بل كانت أيضًا ردًا على خطط القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.    - تُعتبر عملية غصن الزيتون خطوة لمنع إنشاء "دويلة" ارهابية في شمال وشرق سوريا. 3. استكمالًا لعملية درع الفرات:    - تُعد عملية غصن الزيتون امتدادًا لعملية درع الفرات. هدفت هذه العمليات إلى كسر الممر الإرهابي وإنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية. 4. الأهمية الاستراتيجية لعفرين:    - كانت عفرين تحت سيطرة وحدات حماية الشعب (YPG-PKK) وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الحدود التركية.    - أصبحت العملية ضرورة للقضاء على هذا التهديد. 5. متابعة مع عملية نبع السلام:    - بعد عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، جاءت عملية نبع السلام كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لضمان الأمن في المنطقة. الدعاية الموجهة ضد العمليات: - خلال العمليات، استهدفت الحملات الدعائية أعداء تركيا، خاصةً الإعلام الغربي وبعض العناصر المحلية، الذين حاولوا تصوير تركيا وكأنها "تشن حربًا على الأكراد".   - ومع ذلك، الحقيقة هي أن تركيا لم تستهدف الأكراد أبدًا، بل ركزت على التهديدات التي شكلتها التنظيمات الإرهابية. - بذلت القوات التركية جهودًا كبيرة لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى خلال العمليات. تصريحات عن القائد التركماني "فهيم عيسى": القائد فهيم عيسى، الذي يُعد من أعمدة الجيش الوطني السوري، حقق نجاحات كبيرة مع القوات التركية في عمليات درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام، والعديد من المعارك الأخرى.  يقول فهيم عيسى "ينبغي للجميع أن يقف باحترام أمام تركيا. لولا مساعدة القوات المسلحة التركية لما انتصرت الثورة الحريو والكرامة السورية على الطاغي بشار، ولربما قُسمت سوريا إلى أربع أجزاء. لقد فتحنا أمامنا وأمام تركيا عصرًا جديدًا." العمليات التركية في شمال وشرق سوريا لم تؤمن الحدود فحسب، بل منعت أيضًا تشكيل كيانات إرهابية في المنطقة. كما أن هذه العمليات كانت ذات أهمية استراتيجية لكلٍ من الأمن القومي التركي ووحدة الأراضي السورية. لقد أحبطت عملية غصن الزيتون وغيرها من العمليات مخططات القوى الكبرى، وأنهت أحلامهم في سوريا الحرة.
YAZARIN DİĞER YAZILARI