أي نوع من الغازي عنتابيين أنتم؟..
هل بقينا أنا وأنت وحدنا!..أحيانًا لا أعرفك، وأحيانًا لا تعرفني.
نحن جسد واحد، روح واحدة.لكننا أحيانًا نتغرّب عن بعضنا.قلت لك، هل بقينا وحدنا!..
تعال لنبحث عما غيّرنا، عما جعلنا مختلفين.
ما دمنا قد بقينا وحدنا،فلنتحدث معًا، أي مع نفسي…ما الذي حدث لنا؟ هل يليق بنا أن نبيع منتجات منتهية الصلاحية في رمضان لمجرد تحقيق مكاسب أكبر؟ هل يليق بنا رفع الأسعار وخداع الناس؟!..
وماذا عن رؤوس الفئران التي تظهر في عبوات المنتجات المباعة؟
هل هناك انحدار أخلاقي أسوأ من هذا؟
رفع الأسعار قبل زيادة الحد الأدنى للأجور،زيادة الإيجارات،العيش وفق أهواء الزيادات العشوائية،
هل يليق بنا هذا!..في أي غازي عنتاب تعيش أنت؟..لماذا فسدنا!..
أصبحت غازي عنتاب التي يديرها المسؤولون مختلفة عن غازي عنتاب التي يعيشها الناس.
المدينة التي يكسب فيها البعض المال ليست هي نفسها التي يحاول فيها آخرون البقاء على قيد الحياة.
كما أن غازي عنتاب التي يراها الطالب في المدرسة الخاصة ليست هي نفسها التي يراها الطالب في المدرسة الحكومية.
لقد أصبحت غازي عنتاب مدينة يراها كل شخص وكل فئة بشكل مختلف.
فغازي عنتاب التي يعيشها صاحب المتجر ليست هي نفسها التي يعيشها المستهلك.
لذلك، البائع لا يتردد في بيع البضائع الفاسدة وكأنه يقول للمشتري: إلى الجحيم بأمرك.
إن استطعت أن تمسك به، فخير لك، وإلا فسلامٌ على حقك…لكننا لسنا هكذا…ما الذي جرى لنا؟!..
يبدو أن غازي عنتاب التي يعيشها رئيس بلديتها من حزب العدالة والتنمية وإدارتها، التي كانت تستعد لتوقيع بروتوكول أخوة مع حلب ودمشق، ليست هي نفس غازي عنتاب التي يعيشها حزب الشعب الجمهوري، الذي اتهمهم بأنهم سبب المجازر الطائفية.
لقد جعلوا من السجاد المفروش في الجامع الأموي قضية جدل طائفي في هذه المدينة.
والسبب؟…لأن عالمهم لا يتقبل مثل هذه الأمور!
نعم، ننظر من زوايا مختلفة، وأنا أقر بذلك.لكننا نعيش تحت نفس السماء، وهذا ما أحاول إيصاله.
أعتقد أنه لا ينبغي أن يكون بيننا تفرقة أو انقسام.
وأنا متأكد أن هناك من لم يفرح حتى عندما هبطت العربات على السكك الحديدية المحلية والوطنية.
على الأقل، فلنتحد في القضايا الوطنية والمصيرية.
على الرغم من أننا نتحدث عن كيس مكسرات وُجدت فيه رأس فأر، ونحن نشعر بالغثيان،
إلا أنني أجد صعوبة في فهم كيف تورطت تلك المنشأة في مثل هذا الفضيحة، وهي التي كان يجب أن تتخذ الاحتياطات قبل حدوثها.
السنة 2025…خرجت رأس فأر من كيس مكسرات.سُجّلت الحادثة في السجلات، وانتهى الأمر…
لكن هذه ليست غازي عنتاب التي اخترتها لأجملها، والتي منحتُ الثقة لمسؤوليها المحليين ليحققوا مشاريعهم فيها.
لأي غازي عنتاب كانوا يضعون المشاريع؟ ومع أي غازي عنتاب أصبحنا نصارع؟..
نحن لسنا مضطرين لأن نعيش أخطاء الآخرين كقدر محتوم.
تمر غازي عنتاب بظروف اقتصادية صعبة، رغم كونها نموذجًا يُحتذى به في الاستثمارات الكبرى على مستوى تركيا، إلا أن الأمور ليست على ما يرام.
أي مصنع نزوره، نسمع نفس الشكاوى، ونواجه نفس الأزمات…
كل شيء ارتفع سعره.تكلفة العامل الواحد تجاوزت 2000 دولار.
لكن الدولار لا يرتفع.أولئك الذين يعملون في التصدير غير سعداء بهذا الجمود.
تنخفض أسعار الفائدة، فلماذا لا تنخفض فوائد القروض؟ هناك شيء غير طبيعي.
أي غازي عنتاب هي التي نعيشها، وأي غازي عنتاب هي التي نحاول إبقاءها حية؟
أفهم… في هذه المدينة، لكل شخص غازي عنتاب مختلفة…
لننظر إلى "شهيد كامل"…المناقشات لا تهدأ في المجلس.لكل طرف رؤية مختلفة لما يريد أن يراه.
هل نسميها فسادًا أم مجرد رحلة؟ جدل لا ينتهي.
يبدو أن غازي عنتاب التي يعيشها سكان "شهيد كامل" ليست هي نفسها التي يعيشها من يديرها، فالأولويات مختلفة تمامًا.
الجميع على حق!..الجميع منشغل بتصميم مدينة تناسب رؤيته الخاصة.
لهذا، ليست غازي عنتاب واحدة بالنسبة للجميع!..
فلا سعادة الناس مشتركة،ولا أحزانهم، ولا حتى الأشياء التي تؤلمهم متشابهة.
ما يعيشه كل شخص، وما يحاول أن يبقيه حيًا، لا يشبه الآخر.
هذه المدينة أصبحت مكانًا يزداد فيه عدد الشيكات والكمبيالات غير المسددة، وتكثر فيه الشركات التي تطلب الإفلاس، وترتفع فيه معدلات الطلاق وتعاطي المخدرات.لم تعد مجرد واحدة من 81 ولاية تركية، بل أصبحت مدينة تستقبل موجات هجرة من سوريا، العراق، وإيران، وفي الوقت نفسه، منذ عام 2017، أصبحت تصدّر الكفاءات وتفقد العقول.
نعم، هناك إنتاج، تصدير، فرص عمل، وباختصار، هناك مال في هذه المدينة.
لكن غازي عنتاب التي يعيشها من ينعمون بهذه الفرص ليست نفسها التي يعيشها من هم خارج هذه الدائرة، للأسف…
هل رأيت؟ حتى أنا لست متصالحًا مع نفسي.
ضميري ومشاعري ليسا على وفاق.لقد جعلونا نعتاد على مدينتين مختلفتين.
إحداهما التي يعرضونها ويريدون أن نراها،والأخرى التي نعيشها ويفرضونها علينا.
في غازي عنتابنا، الوضع مختلف!..أردت أن تعرفوا ذلك…دمتم في أمان الله.
بقلم : Arif KURT
YAZARIN DİĞER YAZILARI