زعم نظام الأسد مؤخرا عمله على ترميم منازل "متضررة بفعل الإرهاب" بتمويل منظمة دولية باللاذقية، وسط مؤشرات على استغلال الدعم المقدم لمتضرري الزلزال، وكانت أعلنت محافظة اللاذقية ومجلس بلدة ربيعة عن بدء الاكتتاب لإعادة تأهيل منازل متضررة جزئياً.
ويشير الإعلان إلى أن الاكتتاب يتم بين 6 – 8 حزيران الماضي في مبنى المحافظة الجديد بحي الشيخ ضاهر، على أن يكون تقديم الطلب من قِبل أصحاب العلاقة حصراً، وسمح النظام بالتقدم بطلبات بعد قرابة 8 سنوات من سيطرته على المنطقة.
وكان تفقد وزير الأشغال العامة والإسكان لدى نظام الأسد "سهيل عبد اللطيف" مشاريع في المحافظة، وسط وجود عشرات المشاريع والمبادرات التي تصب في خزينة النظام ويجيد الأخير سرقتها واستغلالها.
وتشير مصادر تابعة لنظام الأسد أن منظمة الإسعاف الأولي الدولية (PUI) تعمل على مشاريع الترميم بتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويذكر أن المنظمة تعمل في مناطق سيطرة النظام بترخيص من وزارة الخارجية لدى نظام الأسد.
ويتطلب مشروع الترميم المجاني تقديم أوراق ثبوتية محددة، ولا يسمح لأي عائلة بالاستفادة من الترميم إلا لمنزل واحد، كما لا يسمح بتقديم طلب ترميم لمنزل سبق ترميمه من أي جهة كانت، وشملت إعلانات مماثلة عدة مناطق بريف محافظة اللاذقية.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن الناشط الإعلامي المنحدر من اللاذقية أبو يوسف جبلاوي قوله إن حكومة النظام باتباع سياسة "العقوبة الجماعية" وإهمال ترميم وإصلاح المناطق التي سيطرت عليها قواته لمنع سكانها من العودة.
وأوضح أن قرى ريف اللاذقية الشمالي لا تزال خاوية ومهجورة بينما يوجه النظام المساعدات الدولية لقرى موالية له كانت خاضعة لسيطرته ويستثني منها أهم بلدتين وهما سلمى وربيعة رغم ما لهما من كثافة سكانية.
هذا وقال "فضل عبد الغني"، المدير التنفيذي الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن تقديم المساعدات عبر النظام السوري والمنظمات التي أنشأتها الأجهزة الأمنية قد ينقل الدول والمنظمات الداعمة من إطار العمل الإنساني إلى دعم وتمويل الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية، التي مارسها النظام السوري ضد شعبه، وقدر أن النظام السوري ينهب 90% من المساعدات.
ونشرت قناة DW الألمانية قبل أيام فلما وثائقيا تحت عنوان: "تبعات زلزال سوريا وتركيا"، تضمن انتقادات الخبير في الشأن السوري "كارستن فيلاند"، لحتمية مرور أغلب المساعدات الإنسانية عبر نظام بشار الأسد الذي لا يهتم بمساعدة السكان ويقتلهم منذ سنوات، وقال: "لسخرية القدر يأتي هذا الزلزال لمصلحة الأسد، فهو (أي الزلزال) يقتل هؤلاء الناس دون الحاجة إلى قصفهم".
وكانت تصاعدت الانتقادات بشأن تبخر واختفاء معظم المساعدات المخصصة للمتضررين من الزلزال، بعد أن وصلت كميات كبيرة من المساعدات والتبرعات إلى جهات تتبع لنظام الأسد، ويقدر الأخير وصول عشرات الطائرات والشاحنات والسفن المحملة بمواد الإغاثة.