بث تلفزيون النظام الرسمي خلال الساعات الماضية ومواقع موالية مشاهد من تشييع جثامين دفعات من القتلى ممن لقوا مصرعهم باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في مدينة حمص يوم أمس الخميس، وسط إعلان حكومة النظام حالة الحداد في مناطق سيطرته لثلاثة أيام، اعتبارا من اليوم.
وقال وزير الدفاع في حكومة نظام الأسد "علي محمود عباس"، إن "الشهداء الذين قدموا أنفسهم بالأمس دمهم غالٍ لكن الوطن الأغلى"، خلال مشاركته في مراسم التشييع من أمام المستشفى العسكري بحمص، ويذكر أن الوزير كان غادر قبيل وقوع الانفجار بدقائق فقط.
وقالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن "المضادات الأرضية تتصدى لجسم غريب في سماء حمص"، وزعمت أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام تصدت لعدد من الطائرات المسيرة في سماء حمص بالتزامن مع تشييع قتلى الكلية الحربية من مستشفى حمص العسكري.
وتحدثت مواقع إخبارية موالية لنظام الأسد عن ما وصفته بأنه "هجوم إرهابي بواسطة 6 مسيرات مسلحة بالصواريخ حاولت ضرب مستشفى حمص العسكري، نجح الدفاع الجوي السوري بإسقاطها جميعاً"، وفق تعبيرها.
وأفاد ناشطون من حمص في حديثهم بسماع صوت إطلاق نار كثيف جداً، استهدفت فيه الرشاشات الثقيلة بمنطقة الكلية الحربية، وأفادت مصادر بإصابة 9 أشخاص في حي الغوطة جراء انفجار جسم غريب أدى لحدوث حفرة، وسط معلومات عن سقوط عشرات المصابين بالرصاص الطائش المكثف الذي تطلقه ميليشيات النظام باتجاه ما تقول إنها أجسام غريبة.
وتقع الكلية الحربية بموقع محصن شمال غربي مدينة حمص، وأعلنت عدة جهات تابعة لنظام الأسد عن إيقاف نشاطها، كما دعت وزارة الأوقاف لدى النظام إلى إقامة صلاة الغائب على أرواح قتلى استهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
وكشفت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن تلقى "رسائل تعزية" من عدة جهات منها وزير الخارجية، الإيراني، "حسين أمير عبد اللهيان"، فيما قال "حزب الله"، الإرهابي تعليقا على استهداف الكلية الحربية إنها "جريمة نكراء ومدانة وتؤكد على طبيعة المعركة المتواصلة مع الجماعات الإرهابية ومشغليها الدوليين، وعلى خطورة المؤامرة الكونية ضد سوريا".
هذا وطرح التفجير العنيف الذي طال الكلية الحربية في مدينة حمص أمس الخميس، تساؤلات واستفسارات كبيرة عن ماهية التفجير ومسبباته، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى من عناصر وضباط قوات الأسد وذويهم، في مشهد مدبر، يشير لأياد خفية تقف وراء التفجير في منطقة حصينة، يدل على ذلك بشكل واضح طريقة استثمار إعلام النظام للحدث منذ اللحظة الأولى.