جاء ذلك في كلمة ألقاها الأربعاء، أمام اجتماع كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان بالعاصمة التركية أنقرة، تعقيبا على التصعيد الحاصل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأفاد أردوغان أن أنقرة تتابع التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية والتي تظهر جنوحا للتوسع (الأحداث وامتدادها) في مرتفعات الجولان.
وأكد أن بلاده ترى أن أي إجراء ضد المدنيين أو أي هجوم يستهدف التجمعات المدنية غير صائب، معربا عن إيمانه بأن الحرب لها أخلاق ويجب على الأطراف الالتزام بها.
وأوضح الرئيس التركي أن هذا المبدأ انتُهك بشكل خطير للغاية في الاشتباكات الدائرة في إسرائيل وقطاع غزة.
وتابع: "نعارض بشكل واضح قتل المدنيين في الأراضي الإسرائيلية، وبالمثل لا نقبل مطلقا ترك الأبرياء في غزة يتعرضون للقصف المستمر وقتلهم دون أي تمييز".
وفي إشارة إلى قطع المياه والكهرباء عن القطاع وتدمير البنية التحتية ودور العبادة ومنع وصول السكان للاحتياجات الأساسية، أكد أردوغان أن ما يحصل في غزة "ليست حربا بل مجزرة".
وأضاف: "الهجمات المفرطة على غزة والمنعدمة من كافة أشكال الأسس الأخلاقية قد تدفع إسرائيل إلى موضع لا تتوقعه ولا ترغب فيه أبدا لدى الرأي العام العالمي".
وشدد على وجوب "ألا تنسى إسرائيل أنها إذا تصرفت مثل تنظيم عوضا عن دولة فإنها ستُعامل كتنظيم في نهاية المطاف".
ولفت أردوغان إلى أن أحد الأسباب التي تبقي القضية الفلسطينية دون حل هو المجتمع الدولي الذي لا يفي بأي من وعوده.
وأردف: "تركت الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الشعب الفلسطيني وحده، ولم تلتزم بوعودها، وفشلت في حماية حقوق الفلسطينيين".
ودعا الرئيس التركي كافة الدول إلى اتخاذ مواقف مبنية على توازنات منصفة وعادلة وإنسانية بين الطرفين.
وأضاف: "على الكل تجنب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني مثل قطع المساعدات الإنسانية (..) إن الانحياز الأعمى لأحد الطرفين لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، ولهذا السبب فإن تركيا تدعو الطرفين إلى ضبط النفس".
وأكد استعداد تركيا للقيام بكل ما يقع على عاتقها "بما في ذلك الوساطة والتحكيم العادل من أجل تخليص المنطقة من هذه الدوامة".
وأشار أردوغان أن بلاده ستستثمر الحوار الوثيق الذي أقامته في الآونة الأخيرة مع كافة دول المنطقة من أجل إحلال السلام.
واستطرد: "لا نريد أن يموت المزيد من الأطفال والمدنيين والأبرياء أو أن تراق المزيد من الدماء، لا في غزة ولا في إسرائيل ولا في سوريا ولا في أوكرانيا".
"لن نقبل بأي خطوات لا تحترم وضع الحرم الشريف"
وشدد أردوغان أنه لا يمكن إحلال السلام وإرساء الهدوء الدائمين بالمنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تستند على قرارات الأمم المتحدة ومتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف بها من قبل العالم أجمع.
وبيّن أن البحث عن سبل أخرى، والسعي خلف رغبات أخرى لن يسبب إلّا المزيد من الدمار والدموع وخسارة الأرواح.
ولفت إلى أن إسرائيل لن تتمكن من المحافظة على وجودها كدولة وتضمن أمن مواطنيها إلا بهذا الشكل".
وأضاف: "بخلاف ذلك فإن الأحداث التي وقعت منذ السبت الماضي لن تكون الأخيرة، وسيكون من الحتمي أن تتبعها مآس أكبر بكثير".
وذكر أردوغان ان بلاده لا ترغب في "أن تنجر إسرائيل أو فلسطين أو منطقتنا إلى مثل هذه الحلقة المفرغة".
وفي سياق منفصل، أفاد الرئيس التركي أن بلاده ستكثف العمليات الجوية المستمرة منذ مدة ضد الإرهابيين شمال العراق وسوريا، وقال: "نظهر قدرتنا على القضاء على الإرهابيين في كل مكان وزمان".