كيف تأسست الجمهورية التركية ؟
و رغم المعارك الطاحنة التي خاضها العثمانيون من خلال الحرب العالمية الأولى إلا أنهم تعرضوا لعدة انتكاسات عام 1918 مما أجبرهم على توقيع "هدنة مودروس" مع دول حلفاء الحرب العالمية الأولى الذين لم يلتزموا بالهدنة واحتلوا العديد من المدن التركية الأمر الذي دفع الأتراك للانطلاق نحو حرب الاستقلال دفاعاً عن أرضهم التي تقاسمتها قوات الحلفاء
اليونان في الغرب، أرمينا في الشرق ، بريطانيا أيطاليا في اسطنبول ، فرنسا في الجنوب.
ورفض الأتراك جميع أشكال الوصاية المفروضة من قبل الدول الاستعمارية ، وقدموا الغالي والنفيس من أجل حريتهم واستقلالهم وبناء دولتهم، وبعد نقاشات ومفاوضات طويلة وقعت معاهدة لوزان عام 1923 م، وعليه طُردت قوات الاحتلال من الاناضول وتراقيا الشرقية تبع ذلك إعلان أتاتورك قيام " الجمهورية التركية" وعاصمتها أنقرة في 29 تشرين الأول عام 1923 م وقال آنذاك جملته الشهيرة "السيادة ملك للأمة دون قيد أو شرط"
وفي 29 تشرين الأول من كل عام، يحيى المواطنون الأتراك داخل تركيا وخارجها ذكرى قيام جمهوريتهم برفع الأعلام الوطنية في كل مكان وترديد النشيد الوطني وإقامة حفلات للفلكلور العثماني في الساحات العامة والطرقات وتكون المواصلات في الكثير من الولايات الكبرى مجانية.
وتتشح تركيا كلها بلون العلم التركي الأحمر، وتستمر الاحتفالات التركية بهذه المناسبة الوطنية والعيد الأهم في البلاد أياماً من المسيرات والاحتفالات وترديد الأغاني الوطنية وشحذ مشاعر الأتراك القومية والوطنية، والتذكير بمآثر “الأب المؤسس” الذي أسس جمهوريتهم قبل 99 عاماً، مصطفى كمال أتاتورك.
وينظر الأتراك إلى أتاتورك كزعيم وبطل فذ أنقذ البلاد وخاض حرب الاستقلال وأوجد تركيا الحديثة، وكان يسمى “ذئب الأناضول” الذي بزغ نجمه العسكري بهزيمة جيوش الحلفاء بالحرب العالمية الأولى (فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية) شرّ هزيمة بحملة جاليبولي أو حملة الدردنيل التي يسميها الأتراك “جاناكلّه”، وكانت تلك البدايات لحرب الاستقلال التركية وإنقاذ تركيا من التقسيم والقسطنطينية (إسطنبول) من العودة للهيمنة الغربية
