وفقا للأحاديث النبوية، تحدد مقدار صدقة الفطر بصاع واحد (حوالي 2.917 جرام) من الشعير أو التمر أو الزبيب ونصف صاع من الحنطة. ويرجع تحديد صدقة الفطر من هذه المواد إلى الظروف الاقتصادية وعادات الأكل للمجتمع في ذلك الوقت.
من تجب عليه زكاة الفطر؟
وزكاة الفطر فرض على كل مسلم، يخرجها عن نفسه وعمَّن تلزمه نفقته؛ وتجب على كل مسلم صغير وكبير، وذكر وأنثى، وحر ومملوك، حتى لو لم يخرجها وليه وجب الأداء بعد البلوغ، ذى نصاب فاضل عن حاجته الأصلية، كدينه وحوائج عياله.
من المستحقين لزكاة الفطر؟
يخرج المسلم زكاة الفطر للأصناف المستحقة للزكاة فى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
موعد إخراج زكاة الفطر
قال الشافعي وأحمد ومالك في رواية عنه: تجب بغروب الشمس من آخر يوم من أيام رمضان، وقال مالك في إحدى الروايتين عنه وأبو حنيفة: تجب بطلوع الفجر من يوم العيد.
أما وقت الإخراج فهو قبل صلاة العيد؛ لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.
هل يجوز تعجيل إخراج زكاة الفطر؟
اختلف العلماء في تعجيلها عن وقت إخراج زكاة الفطر، فمنع منه ابن حزم وقال: لا يجوز تقديمها قبل وقتها أصلا.
وذهب الإمامان: مالك وأحمد في المشهور عنه إلى أنه يجوز تقديمها يوما أو يومين، وذهب الإمام الشافعي إلى أنه يجوز إخراجها أول رمضان، وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنه يجوز إخراجها قبل رمضان، والراجح ما ذهب إليه مالك وأحمد من جواز إخراجها قبل الفطر بيوم أو يومين، أي اعتبارا من الثامن والعشرين من رمضان، ولا يجوز أكثر من ذلك، لما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقودًا؟
ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله إلى أن زكاة الفطر إنما تخرج من الطعام الغالب عند أهل البلد.
وذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى أنه يجزيء إخراج القيمة بدلاً عن الطعام، وعليه قول عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري.