وفق ماأعلنت مصادر مقربة من عائلته، وهو أحد أبرز الشخصيات الدينية الحلبية، وله الكثير من المريدين من اتباع "دار النهضة للعلوم الشرعية "الكلتاوية" في حلب والتي أدارها لسنوات.
والشيخ "الحوت" شخصية جدلية في الثورة السورية، إذ لم يتخذ موقفاً مناصراً للحراك السوري الثوري، وبرزت مواقفه كداعم لنظام الأسد بشكل رئيس، ورغم أنه غادر سوريا بداية الأحداث عام 2012 إلى مصر، إلا أنه سرعان ماعاد إلى حلب عام 2019، وجرى الحديث حينها عن وساطة إيرانية بعد زيارة أجراها للعراق.
لمع اسم "الشيخ الحوت" في حلب خلال العقود الثلاثة التي سبقت الثورة السورية، واعتبر أحد أهم علمائها، ويتمتع بقوة التأثير والخطابة، وكان أهالي حلب يحتشدون بالآلاف في جامع دار النهضة لحضور خطبته الجمعة، وكان له مريدون ومحبون بالآلاف، وحظى باحترام المشايخ الخريجين من دار النهضة الذين لم يعصوا أمراً له، بما يشبه نظام البيعة الإسلامية.
وكان الشيخ الحوت مقرباً من أثرياء مدينة حلب الأمر الذي سهل استمرار الدعم المقدم للدار ومواصلة عمليات التوسعة التي حدثت في عهده، وأدار الحوت "دار النهضة للعلوم الشرعية بحلب" منذ العام 1983، وهي مستقلة لا تتبع لوزارات التربية والأوقاف، وقد أسسها الشيخ محمد النبهان، في العام 1964.
وكانت الدار تخرج بشكل سنوي عشرات الأئمة وخطباء المساجد، وتعتمد على الهبات المالية والدعم الذي يقدمه التجار والصناعيون، وعلى الرغم من وجود مدارس شرعية تابعة للنظام في حلب وريفها، إلا أن المشايخ الخريجين من دار النهضة كان لهم الحظ الوافر في تولي مهام الخطابة والإمامة في مساجد حلب وريفها.
وكانت عوّلت قوى المعارضة كثيراً على اصطفاف الشيخ الحوت مع الثورة في بداياتها الأولى، وافترضت أن بإمكانه ترجيح كفتها أمام النظام، إذ أن موقفه كان سيضمن انضمام طيف واسع من الحلبيين للثورة.
وبرأي كثير من أبناء الحراك الثوري، فإن الشيخ الحوت خذل الثورة، وظهر ذلك أكثر من مرة في خطبه التي ألقاها في جامع الدار في حي باب الحديد، في الوقت الذي كانت فيه مدن الريف الحلبي وبعض أحياء المدينة تشهد مظاهرات مناهضة للنظام، إذ حرّم الشيخ الخروج على الحاكم، ولو كان كافراً، منعاً لسفك الدماء، مستشهداً بأحاديث نبوية وآيات قرآنية، وقال إن جور السلطان 50 سنة أفضل من جور الهرج شهراً واحداً، واتهم الحوت المتظاهرين بأنهم لا يعرفون الصلاة والعبادات.
وفي جلسة خاصة مع خريجي ومشايخ دار النهضة، قال الشيخ الحوت، إنه اجتمع ببشار الأسد، ودعاه إلى أن "يغطي زوجته ويمنع الدعارة ويوقف القتل، ويجد حلاً للأزمة ومطالب المتظاهرين"، وبذلك "أسقط الواجب الشرعي عن كل المشايخ من أتباع الدار"، وحذرهم من الانجرار خلف الإعلام والشيخ عدنان العرعور وميشيل كيلو، ودعاهم لأن "يلتزموا بيوتهم ويمسكوا عليهم ألسنتهم"، وذلك أفضل من أن تدمر دار النهضة ويسحب مشايخها إلى فروع الأمن.
وخرج الشيخ الحوت من حلب في العام 2012 قبل دخول فصائل الثوار إلى المدينة، واستقر في دمياط بمصر طيلة السنوات الماضية، وفي عام 2019 عاد الحوت، إلى حلب، وتداول أنصاره صوراً له في مقر الدار في حي باب الحديد برفقة مشايخ ومدرسين. وقالوا إن الشيخ قد وصل حلب قادماً من مصر، التي أقام فيها لسنوات، في حين قال أنصار المعارضة إن الشيخ "صالح" النظام ليسمح له بالعودة.
وكان زار الشيخ الحوت، في شباط/فبراير 2019 العراق، وخص بالزيارة المجمع الأعلى للتصوف في العراق، والتقى مشايخ وصوفيين عراقيين، وقال موقع "المدن" في تقرير سابق، إن الشيخ الحوت التقى في العراق بمسؤولين إيرانيين، بوساطة مجمع الصوفية المقرب من الحكومة العراقية، وذلك من أجل التوسط لدى النظام وتسهيل عودة الشيخ إلى حلب واعطائه ضمانات سلامة.
وللحوت الكثير من المريدين، المتأثرين بأنه تتلمذ على يد "محمد النبهان"، وله الكثير من المداخلات والخطب المثيرة حول الاعتقادات منها ما جاء في إطار سعي النظام السوري خلال فترة حكم "حافظ الأسد" على حصر العلم الشرعي بعدد من الشخصيات المقربة منه، وسلخ المجتمع ودفعه إلى معتقدات خاطئة، وفق مراجع تاريخية.
وعلى كثرة الخطب التي تكشف عن معتقداته لا سيّما بما يتعلق ما يسمى بـ"بالتوسل ومخاطبة الأموات وكرامات البعض منهم"، إلا أن ذكر في أحد التسجيلات أن شخصا تاه في عرض البحر ولم يستجب له الدعاء حتى توسل بـ"الشيخ فلان"، وبرر ذلك بأن الشيخ يعلم الله بعكس طالب النجدة.
ونعى العديد من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، الشيخ "الحوت"، ويرى ناشطون بأن أكثر المعتقدات التي من المستنكر تبنيها هي فتاوى تحرم الخروج على الحاكم مهما كان ظالماً، التي تعتبر جزء من نظرية وتوجه المدرسة الكلتاوية وفق مصادر متطابقة.
وكان ظهر الشيخ الحوت في زيارته إلى العراق في مساجد الفلوجة ومدن عراقية أخرى يلقي الخطب والدروس الدينية. وفي فيديو تداوله أنصار الصوفية في العراق، دعا الشيخ الحوت إلى حب آل البيت والدفاع عنهم.