أخبار سوريا

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وذلك في أعقاب الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا داخل الأراضي السورية، خصوصًا في المناطق الجنوبية.

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من الانتهاك الإسرائيلي المستمر لسيادة سوريا
27-02-2025 11:11

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في منشور عبر منصة “إكس”، إن المنظمة الدولية “تشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاك المستمر من إسرائيل لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، إضافة إلى انتهاك اتفاق فض الاشتباك بين القوات لعام 1974”، مشددًا على أن “جميع الالتزامات بموجب القانون الدولي يجب أن تُحترم”.

اتفاقية فض الاشتباك.. وانتهاكات إسرائيل المتكررة

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار تل أبيب في ضرب بنود اتفاق فض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في 31 أيار/مايو 1974، والذي أنهى حرب تشرين الأول 1973، وقضى بانسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ والأراضي التي احتلتها خلال الحرب، بما في ذلك محيط مدينة القنيطرة وأجزاء أخرى من الجولان السوري المحتل.

ورغم أن الاتفاقية حددت حدودًا واضحة بين القوات الإسرائيلية والسورية، مع وجود منطقة عازلة تشرف عليها قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF)، إلا أن إسرائيل تدّعي انهيار الاتفاقية منذ سقوط نظام الأسد، حيث قامت بالسيطرة على منطقة جبل الشيخ والمنطقة العازلة بين البلدين، وتوسعت عسكريًا داخل الأراضي السورية تحت مبررات أمنية.

توغل إسرائيلي جديد وتدمير مستودعات أسلحة في الجنوب السوري

شهد جنوب سوريا مساء الثلاثاء الماضي تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، بعد سلسلة من الغارات الجوية والتوغلات البرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي مستهدفًا مواقع عسكرية سورية، وسط تحذيرات إسرائيلية مشددة وتوترات إقليمية متزايدة.

أفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش نفذ غارات جوية على أهداف عسكرية في جنوب سوريا، استهدفت مقرات قيادة ومواقع تحتوي على وسائل قتالية. وأضاف أدرعي أن “وجود وسائل قتالية وقوات عسكرية في منطقة جنوب سوريا يشكل تهديدًا على مواطني إسرائيل، وسيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد”.

وشهدت مناطق متفرقة من الجنوب السوري ضربات جوية مكثفة، أبرزها على تل الحارة في ريف درعا الشمالي، بالإضافة إلى مواقع قرب مدينة إزرع بريف درعا الشرقي والكسوة بريف دمشق. وأكدت مصادر محلية سقوط شهيدين من الجيش السوري جراء هذه الغارات.

بالتزامن، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في مناطق غربي درعا، متقدمة باتجاه قرية البكار، كما دخلت وحدات مدرعة قرى بريف القنيطرة الشمالي، بينها عين البيضة، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

تصريحات إسرائيلية مشددة: “جنوب سوريا لن يكون جنوب لبنان آخر”

أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي تصريحات حادة عقب التصعيد العسكري، مؤكدًا أن “سلاح الجو ينفذ الآن هجمات مكثفة على جنوب سوريا في إطار السياسة الجديدة التي وضعتها تل أبيب لنزع السلاح”. وأضاف: “لن نسمح بأن يصبح جنوب سوريا مثل جنوب لبنان، وكل محاولة من الجيش السوري لبناء قدراته في الجنوب ستُقابل بالنار”.

تأتي هذه التصريحات لتؤكد استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على منع أي وجود عسكري قرب حدودها الشمالية، مع تركيز خاص على نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران أو أي قوة ترى فيها تل أبيب تهديدًا مباشرًا.

تصعيد بعد مؤتمر الحوار الوطني السوري وموجة احتجاجات شعبية

وتأتي هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، الذي شارك فيه مئات السوريين من مختلف الأطياف لمناقشة مستقبل البلاد بعد سقوط نظام الأسد. وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال المؤتمر على “وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي”، مشددًا على أن “سوريا لا تقبل القسمة”.

بالتزامن، شهدت مدن وبلدات في درعا والقنيطرة والسويداء مظاهرات حاشدة خلال الأيام الماضية، تنديدًا بالتصريحات الإسرائيلية والتوغلات المتكررة في الجنوب السوري. ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدين تمسكهم بسيادة سوريا ورفض أي تدخل أجنبي.

SİZİN DÜŞÜNCELERİNİZ?
BUNLAR DA İLGİNİZİ ÇEKEBİLİR
ÇOK OKUNAN HABERLER