
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات خلال زيارة ميدانية للجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ السوري، أن إسرائيل ستواصل تمركز قواتها في سوريا لفترة غير محددة، مشددًا على أن بقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب السوري أمر حتمي.
وأشار كاتس إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز السيطرة الإسرائيلية على مناطق حساسة في سوريا لضمان عدم تهديد الأمن الإسرائيلي من قبل العناصر المسلحة التي تدعمها دمشق أو جماعات جهادية.
وفي تهديد مباشر للرئيس السوري أحمد الشرع، قال كاتس: "في كل صباح عندما يفتح الجولاني (أحمد الشرع) عينيه في القصر الرئاسي بدمشق، سيرى الجيش الإسرائيلي يراقبه من مرتفعات جبل الشيخ، وسيدرك أننا هنا لحماية الجولان والجليل من أي تهديد." وأضاف كاتس أن إسرائيل مستعدة للبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى للحفاظ على أمنها.
وفي نفس السياق، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ عدة ضربات جوية على أكثر من 40 موقعًا عسكريًا في جنوب سوريا، ضمن سياسة "إحباط التهديدات" المستمرة.
ردود فعل من دمشق: الشرع يرفض التهديدات الإسرائيلية
من جهته، وصف الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة "رويترز" تصريحات كاتس بأنها "كلام فارغ"، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي آخر من يمكنه التحدث عن الأمن في المنطقة، في ظل تصعيد عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ولبنان. وأكد الشرع على رفضه للتهديدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن سوريا ستظل تحارب الاحتلال الإسرائيلي في أي من أراضيها.
خطط إسرائيلية لبناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا
نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية تأكيدها على خطط إسرائيلية لإقامة قواعد عسكرية جديدة داخل سوريا، تحديدًا في مناطق قرب الحدود مع إسرائيل، لضمان السيطرة على الوضع العسكري في المنطقة، وتهدف إسرائيل من خلال هذه الخطط إلى منع نشر أسلحة متطورة بالقرب من الحدود، خصوصًا في مناطق الجنوب السوري، التي تسعى دمشق للسيطرة عليها من خلال حكومة أحمد الشرع.
وتستعد إسرائيل لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة العازلة الممتدة حتى 65 كيلومترًا من الحدود، حيث ستمنع نشر الأسلحة الثقيلة في هذه المنطقة. كما تعمل إسرائيل على تأمين جبهة الجولان عبر توسيع نطاق منطقة المراقبة.
التنسيق مع الدروز في سوريا: خطوات جديدة
في خطوة استراتيجية لتعزيز علاقاتها مع الطائفة الدرزية في سوريا، أعلنت إسرائيل عن السماح لسكان القرى الدرزية في المناطق الحدودية بالانتقال إلى إسرائيل للعمل في مجالات البناء والزراعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل على تحسين البنية التحتية للقرى الدرزية في سوريا، بما في ذلك توفير خدمات المياه والرعاية الصحية.
وتستعد إسرائيل أيضًا لتسهيل اللقاءات العائلية بين الدروز في سوريا وأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تقوية الروابط بين الجانبين، وهو ما كان محظورًا تحت حكم نظام الأسد.