ويأتي هذا التعيين في وقت تواصل فيه وزارة الدفاع جهودها لإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية بعد حل جيش النظام السابق، في مسعى لتوحيد القوى العسكرية وتنظيمها بما يضمن تحقيق التوازن الأمني والعسكري في مختلف المناطق السورية.
فهيم عيسى.. خبرة ميدانية ومسيرة حافلة
يُعد اللواء فهيم عيسى من الشخصيات العسكرية البارزة التي ساهمت في تشكيل نواة القوى الوطنية خلال السنوات الماضية. وُلد في قرية تل الهوى ذات الغالبية التركمانية قرب مدينة الراعي شمال شرق محافظة حلب، وتميّز بدوره الفاعل في مسيرة العمل الوطني والعسكري منذ بدايات الثورة السورية.
كان من المؤسسين الأوائل لـ"فرقة السلطان مراد"، التي لعبت دورًا محوريًا في العديد من المعارك ضد قوات النظام السابق وتنظيمات انفصالية، وساهمت في الدفاع عن المناطق المحررة شمالي سوريا.
وفي عام 2021، انضم عيسى إلى غرفة القيادة الموحدة "عزم"، التي شكّلت محاولة لتوحيد الجهود العسكرية للفصائل الوطنية، ثم كان من أبرز القادة في تشكيل "هيئة ثائرون للتحرير" عام 2022، التي جاءت كمبادرة دمج لخمس فصائل أساسية ضمن الجيش الوطني السوري، مما ساعد على رفع مستوى التنسيق والتنظيم العسكري.
كما تولّى لاحقًا قيادة الفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري، حيث عُرف بقدرته على القيادة الميدانية والتنظيم، إلى جانب تعزيز الانضباط داخل التشكيلات العسكرية.
علاقات تركمانية قوية ورؤية سياسية
يُعرف عن فهيم عيسى ارتباطه الوثيق بالمجتمع التركماني في سوريا، وقد مثّل صوتًا تركمانيًا بارزًا في المشهد السوري، حيث التقى بعدة شخصيات سياسية بارزة في تركيا، من بينها دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، معبرًا عن متانة العلاقة بين التركمان في سوريا والمجتمع التركي الأوسع، خاصة من ناحية الدعم المعنوي والثقافي.
في تصريح سابق له، أكد عيسى أن التركمان في سوريا جزء من النسيج الوطني السوري، ولهم روابط تاريخية وثقافية عميقة تعود إلى قرون، مشيرًا إلى أن الدفاع عن هذه المناطق يأتي في سياق الحفاظ على التعددية والهوية الوطنية الجامعة.
أدوار استراتيجية في معارك حاسمة
قاد اللواء عيسى عدة عمليات عسكرية مهمة، أبرزها مشاركته في عملية "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية، ضمن عملية "ردع العدوان"، التي استهدفت تعزيز أمن المناطق الحدودية. كما ظهر في مؤتمر "النصر" الذي نُصّب فيه أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا لسوريا، حيث ألقى كلمة أكد فيها دعم الجيش الوطني لمسار الحل السياسي الوطني.
ويُنظر إلى تعيين فهيم عيسى كنائب لوزير الدفاع باعتباره خطوة نحو تعزيز الخبرات الميدانية في القيادة العسكرية العليا، بما يدعم جهود إعادة البناء الأمني والعسكري في سوريا الجديدة.
