أخبار سوريا

ازدحام وتأخير ومحاباة.. تحديات تواجه مستلمي الرواتب عبر الـ PTT شمالي سوريا

يواجه موظفو المنظمات العاملة في شمال غربي سوريا صعوبات متكررة في استلام رواتبهم الشهرية عبر مراكز الـ PTT، التي باتت تُشكّل عبئاً بدلاً من أن تكون وسيلة ميسّرة. فبين الازدحام، وتأخر وصول الأموال، والمحاباة، تحوّل يوم القبض إلى محطة توتر ينتظرها الموظف بقلق، لا بفرح.

ازدحام وتأخير ومحاباة.. تحديات تواجه مستلمي الرواتب عبر الـ PTT شمالي سوريا
16-04-2025 16:30

تعتمد منظمات عديدة في المنطقة نظام تحويل الرواتب من بنك الزراعات التركي إلى حسابات شخصية ضمن شبكة الـ PTT، بعد أن كانت تُسلّم الرواتب مباشرة داخل مقارها، وهي طريقة كانت أكثر سلاسة للعاملين، خاصة من ناحية الوقت والجهد.

آلية إنشاء الحساب وانتشار المراكز
إنشاء حساب PTT يتطلب إجراءات محددة تبدأ بالحصول على هوية شخصية من المناطق الخاضعة لإدارة هذه المراكز، تليها زيارة المركز المختص لإجراء البصمتين (قبل الظهر وبعده)، ثم استلام رقم الحساب، في حين تستغرق البطاقة البنكية حوالي 15 يوماً لإصدارها. كما يُشترط توفر رصيد أولي لا يقل عن 50 ليرة تركية في الحساب.

وتنتشر مراكز الـ PTT في مدن وبلدات عدّة مثل جنديرس، عفرين، أعزاز، مارع، الباب، راجو، جرابلس، قباسين، بزاعة، تل أبيض، ورأس العين. ويمكن للموظف السحب باستخدام البطاقة عبر الماكينة الخارجية (حتى 7500 ليرة تركية)، أو عبر البصمة داخل المركز، والتي تتيح سحب مبالغ أكبر حسب توفر السيولة.

انتظار مرهق وشكاوى متكررة
يعاني الموظفون من الازدحام الشديد والانتظار الطويل، حيث يتوجب على البعض الحضور منذ ساعات الصباح الباكر وتسجيل أسمائهم على لوائح الدور، ثم الانتظار حتى وصول سيارة نقل الأموال، والتي قد تتأخر إلى ما بعد الساعة 11 صباحاً، في الوقت الذي يكون فيه الموظفون قد أمضوا أكثر من ساعتين وقوفاً.

في بعض المراكز، يُطلب من المراجعين تسجيل أسمائهم مسبقاً عبر الهاتف في اليوم السابق، ما يزيد من تعقيد العملية، خاصة لأولئك القادمين من مناطق بعيدة كإدلب.

اتهامات بالمحاباة وتمييز في الدور
لا يخلو الأمر من شكاوى تتعلق بالمحاباة والتمييز، حيث أفاد موظفون بأن أشخاصاً غير مسجّلين على لوائح الدور، أو وصلوا متأخرين بساعات، يدخلون قبيل الآخرين ويستلمون رواتبهم، ما يثير الاستياء في صفوف المنتظرين، ويعزز الشعور بعدم العدالة، خصوصاً في ظل غياب آلية رقابية شفافة تنظم الأولويات.

انقطاع الكهرباء وتعطّل النظام
تشكل الأعطال الفنية، مثل انقطاع الكهرباء وتوقف النظام الإلكتروني، عائقاً إضافياً أمام عملية الاستلام، وتؤدي أحياناً إلى توقف الخدمة في منتصف اليوم، ما يحرم عدداً من الموظفين من استلام رواتبهم، خاصة أولئك الذين يصلون في فترات ما بعد الظهر بعد انتهاء مهامهم الميدانية.

محاولات لتجاوز الإشكالات دون حلول دائمة
بعض الموظفين يحاولون تجاوز هذه العقبات باستغلال يوم الجمعة – يوم العطلة – لزيارة مراكز الـ PTT، على أمل تقليل أوقات الانتظار، غير أن ذلك يأتي على حساب الراحة الأسبوعية ووقت العائلة. ورغم هذه المحاولات، لا يزال كثيرون يطالبون بحلول دائمة تُراعي ظروف الموظفين وساعات عملهم.

في حالات استثنائية، يُبدي موظفو المراكز مرونة، مثل تسهيل الإجراءات للنساء الحوامل، أو اللواتي يحملن أطفالاً رضع، أو يعانين من ظروف صحية موثقة، حيث يُسمح لهن بالدخول دون انتظار.

تساؤلات حول مستقبل آلية الاستلام
بعد تحرير سوريا من سيطرة نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، تتزايد التساؤلات بين الموظفين حول مصير مراكز الـ PTT، وما إذا كانت الآلية الحالية لاستلام الرواتب ستشهد تغييرات تضمن مزيداً من العدالة والسهولة. وفيما يترقب العاملون قرارات السلطات الجديدة، يبقى الأمل معقوداً على تطوير نظام أكثر كفاءة واستجابة لحاجاتهم اليومية.

SİZİN DÜŞÜNCELERİNİZ?
BUNLAR DA İLGİNİZİ ÇEKEBİLİR
ÇOK OKUNAN HABERLER