خرج الناطق الرسمي لوزارة الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة"، بمقطع فيديو من داخل مدينة عفرين التي خضعت يوم أمس، لسيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها من الجيش الوطني، متحدثاً عن أن المدينة خالية من كافة المظاهر المسلحة وأن من يقوم بحفظ الأمن والأمان في المدينة عناصر الشرطة العسكرية والمدنية.
وكان قال "أيمن العاسمي"، المتحدث الرسمي بإسم وفد المعارضة لمباحثات أستانا، إن الوضع تحت السيطرة في عفرين وفي المناطق المحرره، وتحدث عن انسحاب مجموعات الهيئة وانتشار الجيش الوطني وتم عودة مؤسسات المعارضة إلى عملها بشكل صحيح وسيتم معالجة كافة النتائج التي ترتبت على الخلاف الذي حصل.
وكان قال "عبد الرحمن مصطفى" رئيس الحكومة السورية المؤقتة، إن الحكومة "تواصل إدارة مدينة عفرين، أما القوات الأخرى فقد غادرت المدينة، وما زالت مؤسساتنا المدنية والعسكرية تعمل بشكل كامل وتستمر بتقديم الخدمات للمدينة"، وأضاف: "نطمئن أهلنا بأن المؤسسات الأمنية ستسهر على أمنهم وحماية ممتلكاتهم ولن تسمح بحدوث أي فوضى أو انفلات أمني".
وتفيد معلومات "شام" أن تصريحات "العاسمي ومصطفى"، جاءت بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالف معها من "الحمزات والسلطان سليمان شاه" على المدينة، وانسحاب فصائل "الفيلق الثالث" من المدينة باتجاه منطقة إعزاز، ووفق المصادر، فإن تلك التصريحات تنم عن "علم مسبق بمجريات مايتم العمل عليه على الأرض".
وأوضحت مصادر "شام" أن جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، انتشر في جميع أحياء مدينة عفرين، وعمل على إغلاق جميع المؤسسات المدنية ومنع الدخول إليها وتخريبها، كما قام بنشر حواجز على مداخل الأحياء، وملاحقة محاولات تخريب أو سلب الممتلكات أو التعدي على المدنيين.
وتقول المعلومات، إن انسحاب "هيئة تحرير الشام" كان باتجاه مناطق كفرجنة، بهدف مواصة الضغط على "الفيلق الثالث" وسط استمرار المفاوضات بين الطرفين، والتي تتحدث عن إدارة مدنية لعموم المنطقة يتم التوافق عليها، قد تبقى مؤسسات المؤقتة على وضعها في المنطقة، لكن بإشراف "هيئة تحرير الشام" التي لن تترك المنطقة.
وكانت قالت مصادر لشبكة "شام" في وقت سابق، إن "هيئة تحرير الشام" حصلت على ضوء أخضر، من قوى خارجية، للتوسع في مناطق سيطرة "الجيش الوطني"، بعد فشل جميع طروحات التوافق والاندماج، وإصرار بعض المكونات على مشروعها ورفض أي مشروع مشترك، في ظل التجاذبات والخصومات الفصائلية في المنطقة.
ولفتت مصادر شبكة "شام" أن هذه المرة لم تدخل الهيئة لتوجيه أي رسائل لأي من مكونات الوطني على غرار تدخلها المرة الفائتة إبان مشكلة "السلطان سليمان شاه"، وإنما لفرض أمر واقع في المنطقة، بمشروع معد مسبقاً على جميع المستويات العسكرية والأمنية والمدنية، ستفرضه الهيئة بالقوة، بالتشارك مع الفصائل الأخرى التي تقبل التحالف معها، وربما يكون على مرحلتين.
وبين المصدر أن المرحلة الأولى طبقت فعلياً بمجرد دخول "هيئة تحرير الشام" لمركز مدينة عفرين، ونشرها الجهاز الأمني في المنطقة، في محاولة لطمأنة الحاضنة الشعبية وكسب موقفها، علاوة عن إيصال رسائل للمناطق الأخرى لتتقبل دخولها، ورسائل خارجية تظهرها بموقع قوي قريب وحريص على عدم إراقة الدماء.
هذا وتعول "هيئة تحرير الشام" وفق المصدر، على قبول المجتمع الدولي بتوجهها وسياستها المرنة التي تحاول إظهارها، لتهيمن على كامل الشمال السوري المحرر، وتتملك المنطقة أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، وتغدو هي القوة الوحيدة التي تدير المنطقة، وتفرض أمر واقع للتعامل معها كفصيل معتدل.