كان ينظر إليها في البداية على أنها استمرار لـ "الربيع العربي" في كل مكان، لكن سرعان ما تصاعدت الاضطرابات إلى صراع شامل بين المعارضة والحزب/النظام الحاكم تدخلت فيه قوى دولية وإقليمية.
وبالنسبة لتركيا، شكلت الثورة نقطة تحول في العلاقات الدافئة نسبيًا مع سوريا. وقد وقفت إلى جانب الشعب الذي يواجه آلة النظام القمعية، ثم شكلت المركز الرئيسي للاجئين من جارتها الجنوبية.
ولم تتغير سياسة تركيا الإنسانية باعتبارها موطنًا لأكثر من 3 ملايين لاجئ، لكن الجهود الدبلوماسية التركية، التي حققت انتصاراتها في أماكن أخرى، تحولت الآن إلى تطبيع العلاقات مع نظام سوريا. ومن المقرر أن يصل وفد تركي، الخميس، إلى موسكو لإجراء محادثات على مدى يومين مع ممثلي نظام الأسد، في محادثات رباعية بين البلدين بمشاركة روسيا وإيران.
وتركيا من الداعمين الرئيسيين للحل السياسي الذي يكمن الآن في الاجتماعات بين النظام والمعارضة التي فشلت في كسب الزخم بالرغم من المحادثات المتتالية. فيما لا يزال اجتماع تنسيق أستانا للدول الضامنة هو السبيل الوحيد لحل سياسي في الوقت الحالي.
توصلت تركيا إلى هدنة في إدلب بالاتفاق مع روسيا في مارس/آذار 2020 ومنذ ذلك الحين، لم يخسر طرفا الصراع مساحة تذكر. إنما ثمة جانب آخر يثير قلق أنقرة في منطقة معينة من شمال سوريا تسيطر عليها تنظيم واي بي دي/بي كي كي الإرهابي. تحت غطاء كيان شبه مستقل، تشكل الجماعة الإرهابية تهديدًا لتركيا لكنها تحظى بدعم من الولايات المتحدة حليفة أنقرة. وقد وقعت تركيا أيضًا صفقة مع الولايات المتحدة لسحب واي بي دي/بي كي كي الإرهابي من منطقة قريبة من الحدود، لكنها لم تف به بعد. ثم قدمت روسيا التزامًا مماثلاً، لكن المجموعة الإرهابية لا تزال قوة محتلة على الحدود المباشرة مع تركيا.
المساعدات الإنسانية
أثنى المجتمع الدولي على تركيا لمساعدتها للاجئين السوريين، من الإقامة المؤقتة في المخيمات الحديثة في السنوات الأولى من الحرب إلى أعمال الإغاثة الأساسية للعائلات التي لجأت إلى 81 ولاية في البلاد. كما تسعى تركيا جاهدة لزيادة معدل الالتحاق بالمدارس للشباب السوريين الذين يواجهون خطر أن يصبحوا "جيلًا ضائعًا" بدون تعليم مناسب وفرص عمل.
تم تسجيل أكثر من نصف مليون طفل لاجئ في المدارس التركية مع برامج مساعدة لعائلات اللاجئين. وإلى جانب تلبية احتياجات اللاجئين الذين تستضيفهم، تنشط تركيا في شمال سوريا حيث يقدم جيشها المساعدة ويساهم في تحرير المناطق من إرهاب بي كي كي. وفي المناطق التي لجأ إليها النازحون داخليًا، تعمل منظمات غير حكومية تركية وهناك مشاريع ترعاها الحكومة لبناء منازل أساسية للسوريين. وفي البلدات المحررة من داعش وواي بي دي/بي كي كي الإرهابيين، تساهم المساعدات التركية في إعادة بناء البنية التحتية وتحسين حياة الذين عادوا إلى بلداتهم التي فروا منها منذ سنوات.