قام الباحثون باستخدام عرق الإبط في تجارب تلك الدراسة.
ووفقاً للبحث فإنه يرجح أن شم رائحة الغير ينشط مسارات المخ المرتبطة بالعواطف، مما قد يكون له أثر مهدئ. لكن لا يزال الوقت مبكرا على إثبات صحة هذه الفرضية.
واستعرض الفريق البحثي الذي يعمل على هذه الدراسة بعض النتائج التي توصل إليها في مؤتمر طبي في العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع.
لماذا وكيف يمكن أن نستنشق رائحة أجسام الغير؟
يولد الأطفال بحاسة شم قوية ويفضلون شم رائحة أمهاتهم ورائحة لبن الثدي.
وتساعد حاسة الشم على استشعار الخطر في الطعام ودخان الحريق على سبيل المثال، علاوة على التفاعل مع البيئة من حولنا ومع بعضنا البعض.
كما يجعل الشم الوجبات شهية أكثر ويساعد في استحضار الذكريات.
وتكتشف الروائح عن طريق المستقبلات الموجودة في الجزء العلوي من الأنف التي تنقل الإشارات إلى الجهاز الحوفي في المخ، وهو الجزء المسؤول عن الذكريات والعواطف.
ويرجح الباحثون السويديون أن رائحة الجسم البشري قد تكشف عن الحالة العاطفية للإنسان عندما يكون سعيدا أو قلقا على سبيل المثال - حتى أنها قد تثير ردود أفعال مماثلة لنفس الحالة العاطفية عند الآخرين الذين يشمون الرائحة.
وطلب الباحثون من المتطوعين التبرع بعرق الإبط الذي أفرزه الجسم أثناء مشاهدة فيلم رعب أو فيلم مبهج.
ووافقت 48 امرأة ممن يعانون من القلق الاجتماعي على شم هذه العينات أثناء تلقي علاج تقليدي لهذه المشكلة يسمى "اليقظة والتأمل" يتضمن تشجيع المرضى على التركيز على الوقت الحاضر والمكان الحالي أكثر من الأفكار السلبية.
وقدمت رائحة عرق لعدد من هؤلاء النساء في حين شم عدد آخر الهواء الطلق.
وكانت النتيجة تقدم أكثر في العلاج النفسي التقليدي لمن شموا رائحة العرق.
وتعليقاً على هذه الدراسة قالت قائدة الفريق البحثي المعد لهذه لدراسة إليسا فيغنا، في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، إن "العرق الذي يفرزه جسم شخص سعيد كان له نفس أثر العرق الذي ينتجه إنسان خائف من مشهد في فيلم رعب. وقد يكون الأمر مرتبطا بالإشارات الكيمائية البشرية للعرق بصفة عامة، والتي قد تكون مسؤولة عن الاستجابة للعلاج".
وأضافت: "قد يكون الأمر عبارة عن وجود شخص آخر في نفس المكان يكون له نفس التأثير، لكننا بحاجة إلى التأكد من ذلك، وهذا ما نجربه في الوقت الحالي في إطار دراسة متابعة بتصميم مشابه، لكن أين نحن من العرق الذي يفرزه من يشاهدون أفلاما وثائقية محايدة عاطفيا".
ما هو العرق، وهل له رائحة دائما؟
العرق ليس له رائحة في أغلب الأحيان، لكن الغدد العرقية في منطقة الإبط والفخذ غالبا ما تفرز مركبات ينتج عنها رائحة الجسم.
وتتفاعل البكتيريا الموجودة على سطح البشرة القريبة من بصيلات الشعر مع تلك المركبات البيولوجية وتنتج عن ذلك رائحة الجسم.
وقال دانكن بوك، من مؤسسة فيفث سينس الخيرية المعنية بالتوعية باضطرابات الشم والتذوق: "نعلم أن هناك علاقة قوية بين حاسة الشم والصحة الانفعالية".
وأضاف أن "فقد القدرة على شم رائحة الناس، مثل الشريك أو الأطفال من الممكن أن يسبب اكتئاب أو إحساس بالعزلة".
وتابع: "بينما تُعد هذه الدراسة أولية، لا تزال هناك بالطبع حاجة إلى المزيد من العمل. ومن المشجع جدا أن نرى المزيد من الأبحاث عن أهمية حاسة الشم بالصحة العقلية الجيدة".
المصدر:بي بي سي