قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
وفي هذا اليوم يجب على الإنسان أن يكون حاضر القلب مستحضراً عجزه وفقره إلى الله تبارك وتعالى، محسن الظن بالله، فإن الله تعالى يقول: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾.
وعلى الانسان أن يدعو مستقبلاً القبلة ، ولو كان الجبل خلف ظهره، وأن يكون رافعاً يديه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف عند الصخرات، وقال: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف»، ولا ينبغي للإنسان أن يكلف نفسه في الذهاب إلى الموقف الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع شدة الحر وبعد المسافة واختلاف الأماكن، وربما يلحقه العطش والتعب، وربما يضيع عن مكانه، فيكون في ذلك عليه ضرر، فالنبي عليه الصلاة والسلام قد قال: «عرفة كلها موقف»، وكأنه صلى الله عليه وسلم يشير بهذا القول إلى أنه ينبغي للإنسان أن يقف في مكانه إذا كان يحصل عليه تعب ومشقة في الذهاب إلى الموقف الذي وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعد هذا اليوم من أفضل الأيام حيث روى ابن حبان من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ)) وفي رواية: ((إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَيَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي، قَدْ أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرا ضَاحِينَ)).
يوم عيد
فعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب» رواه أبوداود.
فضل صيامه
قال النبي صلى الله عليه وسلم «صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم.
العتق من النار
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء» قال ابن عبدالبر وهو يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا بعد التوبة والغفران.