ذلك علما أن نظام الأسد يفرض إجراءات تمنح الطبيب حصانة و يتكبد المواطن تكلفة مالية عالية مقابل ضمان سير الشكاوى التي تتعلق بالأخطاء الطبية وغالبيتها تطوى دون محاسبة وتعويض.
وطالما يبرر مسؤولي النظام تصاعد الأخطاء الطبية، وأبرز هذه المبررات بأن الأخطاء الطبية موجودة في جميع أنحاء العالم، وقدر رئيس فرع نقابة أطباء حماة الدكتور عبد الرزاق السبع 42 شكوى طالت أطباء في المحافظة خلال العام الحالي.
وذكر أن هذه الشكاوى تضمنت أخطاء طيبة جزء منها شكاوى عن الأجرة أو رفض علاج المريض، واعتبر أن واحدة من هذه الشكاوى تمت بموجبها محاسبة الطبيب عن خطأ طبي، وإغلاق عيادته لمدة 15 يوماً فقط.
وأما باقي الشكاوى فتم حلها ودياً بين المشتكي والطبيب بتعويض مالي مناسب يرضي الطرفين، ويرجح أن هذه العملية تتم بواسطة عناصر النظام المناوبين في المشافي حيث يتم ابتزاز ذوي المرضى وإجبارهم على عدم الشكوى بالتعاون مع الكوادر الطبية.
وزعم المسؤول الطبي أن النقابة تكون مع المريض حال ثبوت الخطأ الطبي، وعادة حينما تكون الأخطاء الطبية جسيمة فإن المريض يلجأ إلى القضاء، وسط معرفة النتيجة مسبقا حيث تعمل الدوائر الحكومية لدى نظام الأسد عبر الرشاوي والمحسوبيات.
وأضاف أنه حين يكون هناك التباس حول سبب الخطأ الطبي، ويقتنع المريض بالنتيجة فغالباً يعطى المريض تعويض حال موافقة الطبيب تقديراً من الأخير لظرف المريض المعاشي، وبالتالي تُحفظ الشكوى.
وكانت حذرت رئيسة رابطة أطباء التخدير وتدبير الألم في نقابة أطباء النظام زبيدة شموط، من إمكانية تزايد الأخطاء الطبية لا سيما في المشافي الخاصة، بسبب نقص أطباء التخدير والاعتماد على فنيي التخدير.
وقدرت النسبة الأكبر من أطباء التخدير يعملون في المشافي الخاصة، وأحياناً يعمل طبيب التخدير في المشفى الخاص الذي يتعاقد معه لساعات طويلة، لذلك فإن مشكلة نقص أطباء التخدير في هذه المشافي ليس ظاهرة حتى الآن.
ونوهت أن في حال بدأت المشافي الخاصة تعاني عدم العثور على طبيب تخدير للتعاقد معه فإن المشكلة سوف تتفاقم أكثر، وبالتالي فإنها سوف تلجأ إلى فنيي التخدير، وهذا ما سوف يؤدي إلى زيادة المشاكل أكثر من زيادة الاختلاطات الطبية ومن هذا المنطلق يجب دق جرس الإنذار".
وقال نقيب الأطباء لدى نظام الأسد "غسان فندي"، إن الأخطاء الطبية في سوريا مازالت ضمن النسب العالمية، وفق ما تشير إليه عدد الشكاوى التي ترد إلى النقابة، من دون أن يذكر إحصائيات عن الموضوع، وأشار إلى أن الأخطاء الطبية موجودة في كل دول العالم.
وكان زعم رئيس فرع نقابة أطباء دمشق "عماد سعاده"، أن الأخطاء الطبية ليست قليلة، مشيراً إلى أن النقابة عاقبت أطباء بوقفهم عن العمل، إضافة إلى عقوبات بدفع تعويض مادي للمتضررين، وذكر أن الأخطاء المنتشرة تشمل نسيان "الشاش" في بطن المريض، معتبراً أن الخطأ الطبي قد لا يكون بسبب إهمال الطبيب أو عدم حرصه.