قال الموقع إنه يُمكن لـ3 أحزاب تركية صغيرة أن تُغير النتيجة في الانتخابات البلدية في تركيا، لصالح أو ضد حزب في بعض المناطق التي توصف بالحرجة حتى اللحظة لمختلف الأحزاب التركية.
وبحسب تقرير الموقع، يتركز التأثير الكبير لهذه الأحزاب في الغالب داخل المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول، التي اُنتزعتا من حزب العدالة والتنمية عام 2019، إضافة إلى المقاطعات التي كانت معدلات أصوات تحالف الشعب والمعارضة متقاربة فيها بالانتخابات الماضية.
ونقل عن الباحث في مركز سيتا للدراسات باقي لالي أوغلو، قوله إن الأحزاب التي قد تكون حاسمة في تحديد من سيفوز في هذه الانتخابات هي حزب الرفاه من جديد (YRP)، وحزب النصر (ZP)، وحزب العمال التركي (TİP).
وفي انتخابات 14 مايو/أيار 2023 حصل حزب الرفاه من جديد على نسبة 2.8%. فيما حصل النصر على 2.23% من الأصوات، وحصل حزب العمل التركي على 1.8%.
ويتوقع لالي أوغلو أن يكون تأثير حزب العمل التركي محدوداً بسبب تقديمه مرشحين في أماكن أقل بجميع أنحاء البلاد، وأن يكون هذا التأثير في مناطق معينة مثل ولاية هطاي الكبرى جنوب شرقي تركيا، وبلدية تشانكايا في العاصمة التركية أنقرة.
لكن الباحث التركي يرى أن حزب الرفاه من جديد سيلعب دوراً أكثر أهمية في الانتخابات البلدية في تركيا في ظل تقديم مرشحين في جميع أنحاء تركيا.
وحصد حزب الرفاه من جديد، وهو أحد الأحزاب المفاجئة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 14 مايو/أيار الماضي، على أكثر من 1.5 مليون صوت؛ حصل بها على 5 مقاعد في الجمعية الوطنية التركية الكبرى.
ولم يحقق الحزب الذي دخل الانتخابات العامة الماضية في ظل تحالف الشعب بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، أي نتائج إيجابية في مفاوضاته مع حزب العدالة والتنمية؛ بشأن الانتخابات المحلية بعد 5 جولات من التفاوض بين وفدي الحزبين.
وسيدخل حزب الرفاه في الانتخابات البلدية في تركيا المقرر تنظيمه في 31 مارس/أيار بإجمالي 617 مرشحاً لرئاسة البلديات، بما في ذلك 30 بلدية حضرية، و51 بلدية إقليمية، و456 مقاطعة، و90 منطقة.
يقول باقي لالي أوغلو إن حزب الرفاه من جديد لديه القدرة على أن يكون أكثر فاعلية في الانتخابات البلدية في تركيا، مع انتشار مرشحيه في جميع أنحاء تركيا بما يمكّنه من حصد المزيد من الأصوات من تحالف الشعب، ومن ناحية أخرى، يشير أيضاً إلى أن حزب النصر ينمو كذلك وفقاً لـدراسات استقصائية.
وفي استطلاعات مختلفة، بلغت أصوات حزب الرفاه وحزب النصر حوالي 5 نقاط، في حين بلغت أصوات حزب العمل التركي حوالي 2-3%.
في المقابل يلفت أستاذ العلاقات السياسية جان كاكيشيم الانتباه إلى الاختلاف في ديناميكيات الانتخابات العامة والمحلية فيما يتعلق بمعدلات أصوات الأحزاب الصغيرة.
ويوضح كاكيشيم في تصريحاته لـ”عربي بوست” أن مرشحاً واحداً فقط سيفوز في الانتخابات البلدية في تركيا بأكثرية الأصوات؛ بينما يخسر الآخرون، ولذلك تتجه أفكار الناخبين الأتراك في الانتخابات المحلية للتصويت للمرشح الذي يحظى بأفضلية كبيرة للفوز، حتى لا تذهب أصواتهم سدى.
ويتابع أنه في الانتخابات العامة، وعلى الرغم من معرفة الناخبين أنه إذا حصل حزبهم على عدد أقل من الأصوات، فيمكنهم التصويت لمرشحهم رغم ذلك بذريعة أنه يجب يكون أحد النواب من حزبنا، وبالتالي، يمكن للأحزاب الصغيرة الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات العامة على عكس الانتخابات المحلية.
ومع ذلك، يعتقد أستاذ العلاقات السياسية أن الناخبين في بعض الأحيان يستخدمون الانتخابات المحلية كأداة لإرسال رسالة إلى الأحزاب الكبيرة، ولذلك يمكن لناخبي حزب العدالة والتنمية الغاضبين التصويت لصالح حزب الرفاة، أو يمكن لناخبي حزب الرفاه الغاضبين التصويت لصالح حزب العمل أو الحزب الجيد.
ولهذا السبب، يتوقع كاكيشيم أنه سيكون هناك تجمع حول المرشحين الأقوياء قبل وقت قصير من الانتخابات وأن أصوات الأحزاب الصغيرة ستنخفض قليلاً.
من جانبه، يرى الباحث التركي في مركز سيتا للدراسات باقي لالي أوغلو أن أصوات هذه الأحزاب الصغيرة في الانتخابات البلدية في تركيا لن تكون مهمة في بعض الأماكن معروفة النتائج مسبقاً؛ مثل قونية أو كهرمان مرعش أو حتى إزمير وموغلا.
وقال: “في مثل هذه الأماكن، لن تؤثر أصوات الأحزاب الصغيرة على الانتخابات”. ويضيف: “لكن، على سبيل المثال، في الأماكن التي توجد فيها منافسة مثل أنقرة وإسطنبول، يمكن لكل من هذه الأحزاب تحقيق نتائج مهمة”.
وتشهد إسطنبول سباقاً محتدماً بين رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو ومرشح تحالف الشعب مراد كوروم، وهو أمر غير واضح تماماً، وفقاً لآخر استطلاعات الرأي؛ لكن المنافسة تظل على أشدها في ظل فوز إمام أوغلو بالانتخابات الأولى عام 2019 بفارق 800 ألف صوت فقط.
ويرى أستاذ العلاقات السياسية جان كاكيشيم أن تأثير حزبي الرفاه من جديد والنصر مهم بالنسبة لإسطنبول. ويذكر أنه مع الزخم المتزايد لحزب الرفاه، فإنه يحظى حالياً بأصوات في إسطنبول أكثر من أي مناطق أخرى في تركيا بشكل عام.
وبحسب استطلاعات الرأي من المتوقع عادة أن تحصل هذه الأحزاب على أصوات أقل على المستوى المحلي مما كانت عليه في الانتخابات العامة، ولكن إذا كانت هناك انتخابات عامة في الوقت الحالي، فقد يصل حزب الرفاه إلى 5-6%، في 31 مارس/آذار، ويمكن لحزب النصر الحصول على 3-6%. 3.5% من الأصوات في إسطنبول.
ويرى كاكيشيم أنه يمكن لرئيس حركة الذئاب الرمادية السابق عزمي كارامحموت أوغلو، مرشح حزب الظفر بقيادة أوميت أوزداغ، يمكن أن يجمع أصوات بعض القوميين المستائين داخل أعضاء حزب الشعب الجمهوري أو من حزب الحركة القومية، وأضاف أن كارامحموت أوغلو ربما سيحصل على أصوات أكثر من مرشح حزب الجيد بوغرا كافونجو.
ويعتقد أستاذ العلاقات السياسية أن احتمالية تأثير الأحزاب الصغيرة بشكل جذري على نتائج الانتخابات المحلية منخفضة، لكنها ستكون مهمة في سياسات ما بعد 31 مارس/آذار.
ومن غير المتوقع أن تؤثر معدلات التصويت لأحزاب مثل حزب المستقبل وديفا وحزب السعادة، التي دخلت انتخابات 14 مايو/أيار تحت مظلة تحالف الأمة المعارض؛ لكنها لم تجد ما توقعته في الانتخابات المحلية الحالية، لكن قد يكون لها دور في خرائط الطريق السياسي بعد الانتخابات.
ويرى باقي لالي أوغلو أن هذه الأحزاب ستقيس نفسها قليلاً في 31 مارس/آذار 2024، وإذا ظلت بأصوات منخفضة للغاية، فقد يصبح وجودها في البرلمان مشكلة ومثيرة للجدل مرة أخرى، وذلك بسبب وجود قاعدة ناخبين ضعيفة للغاية في ظل وجود كتلة برلمانية في البرلمان.
ويضيف لالي أوغلو أن أداء هذه الأحزاب سيؤثر أيضاً على كيفية تشكيل السياسة بعد الأول من أبريل/نيسان، وربما تنمو بعض الأحزاب بشكل أكبر، فيما ستشهد بعض الأحزاب مناقشات داخلية قاسية للغاية، وربما نرى اندماج البعض مع الآخر حال حول 3-4 أحزاب على أصوات ناخبين بالآلاف فقط.