في تصريحات صحفية قبل أيام، ألمح وزير الدفاع التركي، يشار غولر إلى مرحلة عسكرية مختلفة ستتبعها تركيا على طول حدودها الجنوبية، وخاصة مع شمال العراق.
غولر أضاف أنه و”تماشياً مع الإطار الذي رسمه رئيسنا سوف نكمل الدائرة التي ستؤمن حدودنا مع العراق هذا الصيف ونزيل الإرهاب من كونه مشكلة”.
وتابع: “إن نضالنا مستمر وفق خطة مدروسة منذ 5-6 سنوات، والآن تحتاج تركيا إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى. أفكار رئيسنا وتوجيهاته تسير في هذا الاتجاه”.
ويأتي حديث غولر بعد أيام من إعلان الرئيس التركي أن أنقرة أوشكت "على إتمام الطوق الذي سيؤمن حدودنا مع العراق وخلال الصيف القادم سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم”.
كما أكد أن بلاده “لاتزال مصممة على المضي قدماً في إنشاء حزام أمني بعمق 30-40 كم على حدودها مع سورية”.
لماذا 40 كيلومتراً؟
وحسبما نقلت صحيفة “صباح” عن وزير الدفاع التركي فإن إصرار تركيا على إنشاء الحزام الأمني بعمق 40 كيلومتراً يرتبط بهدف عسكري وأمني.
وأوضح بالقول: “لأن هذه هي المسافة التي يمكن للإرهابيين أن يستقروا فيها ويشكلوا تهديداً لبلدنا بالموارد المتوفرة لديهم”.
“إذا أبقينا الإرهابيين على بعد 30 إلى 40 كيلومتراً على الأقل من حدودنا، فإن أمتنا وحدودنا ستكون آمنة”، وفق تعبير الوزير التركي.
وتابع: “نقول إنه يجب علينا إنهاء هذه المهمة في أسرع وقت ممكن وإنقاذ تركيا من آفة الإرهاب هذه. ولن ينتهي نضالنا حتى يتم إغلاق القفل الأمني وتطهير شمال العراق من الإرهابيين”.
وكانت تركيا قد بدأت سلسلة ضربات مركزة ومكثفة في شمال العراق ومناطق سيطرة “وحدات حماية الشعب” في شمال وشرق سورية، بحسب تقرير لموقع "السورية".
وجاء ذلك بعدما تلقت هجمات أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الأتراك على يد “حزب العمال الكردستاني” في شمالي العراق.
“على خط العراق-تركيا”
وفي الآونة الأخيرة وبعد تكثيف الهجمات ضد القوات التركية أجرى مسؤولون أتراك كبار زيارات رفيعة المستوى إلى العراق، وشملت بغداد وأربيل.
ومن المقرر أن تعقد تلك الزيارات رفيعة المستوى مرة أخرى هذا الشهر، حسب صحيفة “حرييت“.
ونقلت عن غولر قوله: “العراقيون يؤكدون في تصريحاتهم أن بي كا كا يشكل خطراً عليهم، وأنه قام بإخلاء مئات القرى في شمال البلاد وتشريد سكانها”.
وأضاف: “قبل عامين قلنا لننشئ مركز عمليات مشتركة مع العراق وقد استجابوا لذلك ولكننا لم نتخذ أي خطوة في هذا الموضوع حتى الآن”.
وستكون هذه القضية على جدول أعمالنا مرة أخرى في اجتماعنا في بغداد، حسب الوزير التركي.
وأضاف أن “الحرب ضد الإرهاب ضرورية أيضاً لأمن وسلام القرويين الذين نزحوا بسبب منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في شمال العراق”.
ووصل إلى بغداد، أمس الخميس، وفد تركي رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية هاكان فیدان، برفقة وزير الدفاع الوطني يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية إبراهيم كالين، ونائب وزير الداخلية منير كارال أوغلو.
وعلى هامش المباحثات، توصلت تركيا والعراق إلى اتفاق أمني يقرّبهما من إقامة "منطقة عازلة" على الحدود بين البلدين، مما يضيق الخناق على تنظيم "بي كا كا" الإرهابي الذي تكافح أنقرة ضده منذ عقود.
وعقد الجانبان «مشاورات أمنية» بشأن العمليات العسكرية ضد «بي كا كا»، ناقشت تحويل المنطقة التي تتوزع فيها القواعد التركية في إقليم شمالي العراق إلى «حزام أمني» يصل إلى جميع المناطق التي ينشط فيها الحزب المحظور، بما في ذلك جبل قنديل.
وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توترا في السنوات الأخيرة على خلفية ملفات عدة، ولا سيما المياه والطاقة والعمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
ويتهم العراق تركيا ببناء سدود تتسبب في انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات في وقت تعاني فيه البلاد من جفاف حاد.
كما لم تُستأنف بعد عمليات تصدير نفط إقليم شمالي العراق عبر ميناء جيهان التركي منذ أن أغلقت تركيا خط الأنابيب قبل عام بعدما أمرت محكمة تحكيم أنقرة بدفع نحو 1.5 مليار دولار تعويضات لبغداد بسبب نقل النفط من "شمال العراق" دون موافقة الحكومة العراقية.
كذلك، تنفذ تركيا منذ 2019 سلسلة عمليات عبر الحدود في شمال العراق ضد "بي كا كا" الإرهابي أطلق عليها اسم "المخلب".