في 11 يونيو، عقد لقاء بين مسؤولين عسكريين من القوات المسلحة التركية وجيش الأسد في قاعدة حميميم، حيث تم بحث الأحداث الأخيرة في إدلب، حيث جاء هذا الاجتماع بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا كان أول اجتماع من نوعه بشأن القضايا الأمنية على الأراضي السورية، مما يعكس تقارب العلاقات بين تركيا والنظام.
ومن المتوقع أن يُعقد الاجتماع الدوري المقبل بين وفدي تركيا والأسد في العاصمة العراقية بغداد.
ويأتي هذا اللقاء بعد الاجتماع الأول لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا في موسكو في 10 مايو 2023، والذي أمر الوزراء فيه بإعداد مسودة خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.
دور روسيا في الوساطة
صرح الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، في وقت سابق بأن موسكو سلمت الجانبين السوري والتركي مسودة خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بينهما، مشيراً إلى أنه بإمكانهما إجراء تعديلات عليها.
وحدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المواضيع ذات الأولوية في خريطة الطريق، والتي تشمل استعادة النظام السوري السيطرة على جميع أنحاء البلاد، وضمان أمن الحدود السورية التركية، والقضاء على احتمال وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل الإرهابيين.
العلاقات بين تركيا ونظام الأسد
منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، وقمع الأسد لها بكل أنواع الاسلحة، تميزت العلاقات بين تركيا ونظام الأسد بالتوتر والعداء، إذ دعمت تركيا المعارضة السورية وسعت لإسقاط نظام الأسد، ومع مرور السنوات، ازدادت تعقيدات العلاقة بسبب التحديات الأمنية على الحدود والنزوح الكبير للاجئين السوريين إلى تركيا.
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت بوادر تقارب بين أنقرة ودمشق بوساطة روسية وإيرانية. يأتي هذا التحول في ضوء التحديات الأمنية لتركيا، وخاصة في مناطق الحدود، حيث تسعى تركيا لضمان أمن حدودها والقضاء على التهديدات الإرهابية خاصة من قبل ميلشيات قوات سوريا الديمقراطية والتي تعتبرها أنقرة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الموضوع على القوائم الإرهابية التركية والدولية.
فيما يبدو أن الاجتماعات العسكرية الأخيرة في حميميم والاجتماعات الدبلوماسية المتوقعة في بغداد تمثل خطوات ملموسة نحو تطبيع العلاقات، في إطار خارطة طريق ترسمها الوساطة الروسية والايرانية.