بعد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، عاد الحديث عن عملية برية في سوريا إلى الواجهة. فهل نتوقع عملية عسكرية برية في سوريا؟ ولماذا الآن؟
الوضع الحالي مختلف عما مضى
تركيا لا تعيش ظروف السنوات العشر الماضية. اليوم هناك تطورات جديدة. إسرائيل تهاجم لبنان بهدوء وتغير الوضع في المناطق التي احتلتها. بعد عدوانها على غزة، تسعى للسيطرة على مناطق واسعة وتثبيت حقائق جديدة على الأرض عبر مفاوضات قادمة، ما يعزز تمددها الجغرافي بعد عام 1948.
إسرائيل ما زالت الدولة الوحيدة في العالم التي لم تُحدد حدودها بشكل واضح، وهو وضع يخدم مصالحها ويُجبر الآخرين على الرضوخ لها. وهي تعمل على توسيع حدودها على حساب الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية، مستخدمة الأسلوب ذاته: الإبادة والتغيير.
عدم استقرار المنطقة يخدم إسرائيل
من الواضح أن إسرائيل تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة لأن ذلك يمهد لمشاريعها طويلة المدى. تحقيق الاستقرار في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، والقضاء على تنظيم "PKK" والجماعات الإرهابية الشيعية سيعيق مخططات إسرائيل. على النقيض، فالتوتر الطائفي والإرهاب في سوريا يتيح لإسرائيل فرصاً إضافية للتحرك.
في عام 2013-2014، كان نظام الأسد على وشك الانهيار. لكن دعم القوى الدولية مثل إيران وروسيا وأوروبا أبقاه قائماً، مما سهل تنفيذ المخططات الصهيونية. استغلت إسرائيل هذا الوضع لبسط سيطرتها، بدءاً من مرتفعات الجولان وصولاً إلى مناطق سورية أخرى، تمهيداً لتقسيم البلاد.
إيران الممهد الأكبر لهذه المخططات
إيران لعبت دوراً كبيراً في تمهيد الأرضية لمشاريع إسرائيل. يُلقى اللوم غالباً على الولايات المتحدة بسبب دعمها لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (SDG) وتسليحها، لكن من قدم هذه الفرصة لأمريكا هي إيران. منذ بداية الأزمة السورية عام 2011 وحتى تدخل أمريكا في 2015، كان قائد فيلق القدس قاسم سليماني يقود هذه العمليات، ودعم التمدد الإرهابي في المنطقة.
لبنان وإيران: نفس السيناريو
إيران ليست فقط المسؤول الأول في سوريا، بل أسهمت في استهداف لبنان أيضاً. من خلال سياساتها الطائفية، جعلت المنطقة أكثر عرضة للتدخلات الإسرائيلية. مشروع تقسيم العراق وإعلان استقلال كردستان في 2016 كان بدعم مباشر من إسرائيل، وإيران مهدت الطريق لذلك عبر دعمها للطائفية.
ما هي الأهداف المحتملة لعملية عسكرية تركية في سوريا؟
الوضع الميداني اليوم معقد للغاية. إذا بقيت تركيا مكتوفة الأيدي، فإن إسرائيل تخطط لتقسيم سوريا إلى أربع مناطق: كردية، علوية، سنية، ودرزية. هذا يشبه ما حدث في فلسطين، حيث تم تقسيمها إلى جزر صغيرة ثم التهامها تدريجياً لتشكيل إسرائيل الحالية.
تركيا بحاجة إلى تطهير مناطق تل رفعت، ومنبج، وعين عيسى من التنظيمات الإرهابية، ونقل ضريح سليمان شاه إلى موقعه السابق لتعزيز حضورها. يجب ربط المناطق بين جرابلس وتل أبيض وتأمين كوباني، فهي ضرورة استراتيجية لتركيا.
هل يمكن لروسيا إيقاف تركيا؟
روسيا ليس لها شرعية في سوريا لأنها دولة احتلال. تركيا تؤكد أن إرادة الشعب السوري هي التي يجب أن تسود.