قال كارلوس أرياس، منسق الشؤون الطبية في سوريا لدى المنظمة، في مقابلة مع الأناضول، إن العمل في سوريا يواجه نقصًا حادًا في التمويل، حيث يتم توفير ثلث الاحتياجات فقط، ما يزيد من تفاقم الوضع.
وأوضح أرياس أن انتشار الأمراض المعدية بسبب نقص المياه والصرف الصحي يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
وأضاف أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والوقود، ما يحد من قدرة الطواقم الطبية على تقديم العلاج.
وأشار إلى أن المرضى يموتون بسبب عدم توفر أدوية لأمراض يمكن علاجها بسهولة، فيما تعمل 20 مستشفى فقط بشكل كامل، بينما 38 مستشفى تعمل جزئيًا، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
وأشار أرياس إلى أن المنظمة تمكنت من توسيع أنشطتها لتشمل مناطق جديدة لم يكن من الممكن الوصول إليها خلال فترة نظام الأسد، مؤكدا أن المساعدات تشمل تبرعات للمستشفيات ومواد غذائية للنازحين، مع التركيز حاليًا على مدينتي حلب ودمشق.
وشدد أرياس على الحاجة الماسة إلى تمويل دولي لدعم إعادة الإعمار في سوريا، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بشكل عاجل لزيادة حجم المساعدات المقدمة.
وأضاف أن السكان يضطرون إلى بيع ممتلكاتهم الأساسية لتأمين مستلزمات التدفئة والوقود مع اقتراب موسم الشتاء، ما يجعل الوضع أكثر مأساوية.
يبرز التقرير الحاجة الملحة لدعم دولي أكبر لمواجهة التحديات الصحية والإنسانية في سوريا، مع التركيز على إعادة إعمار البلاد وتخفيف الاعتماد على المساعدات الخارجية على المدى الطويل.
وفي سياق منفصل أعلنت منظمة الصحة العالمية أرسال 16 شاحنة محملة بـ124 طناً من المستلزمات الطبية إلى سوريا عبر الحدود التركية، لدعم مستشفيات إدلب وحلب بالرعاية الطارئة وصحة الأم والطفل وعلاج الأمراض المزمنة، ونصف الشحنة تم تمويله من الاتحاد الأوروبي، ويكفي لتلبية احتياجات 10,000 شخص لمدة 3 أشهر.
كذلك لفتت منظمة الصحة العالمية إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل والحاجة الماسة إلى شراء المعدات والمواد الطبية الضرورية، مشددة على أن نظام الرعاية الصحية في سوريا قد تدهور منذ مدة طويلة، وأن العديد من المرافق الصحية تعمل دون المستوى المطلوب.
وأضافت المتحدثة باسم المنظمة "مارغريت هاريس"، باسم المنظمة أن تعافي القطاع الصحي في سوريا يعتمد بشكل كبير على جهود الأفراد العاملين في القطاع الصحي ورغبتهم في إعادة بناء الخدمات الصحية، مؤكدة أن الخدمات الصحية لا تقوم فقط على المباني، بل تعتمد في الأساس على العنصر البشري.
وقالت هاريس "لا توجد حلول سريعة للوضع في سوريا، ولكن إرادة العاملين في القطاع الصحي ورغبتهم في تحقيق التحسين هي مفتاح استعادة النظام الصحي".