
جاءت تصريحات لافروف عقب اجتماعه مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقش الطرفان الملف السوري والتطورات الإقليمية.
موقف روسيا من العقوبات الغربية على سوريا
خلال مؤتمر صحفي عقب محادثاته في الدوحة، قال لافروف: “دعونا (الجانب الروسي) في الأمم المتحدة إلى رفع كل العقوبات (ضد سوريا) على الفور”، مضيفًا أن بلاده ستواصل الضغط لإلغاء هذه العقوبات الأحادية التي يرى أنها تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في سوريا.
وأوضح أن “هذه العقوبات لم تضر ببشار الأسد وحكومته، بل أضرت بالشعب السوري، وسنطرح هذه المسألة وسنسعى إلى رفع هذه العقوبات الأحادية الجانب دون أي شروط”.
قلق روسي من خطر انزلاق سوريا إلى الفوضى
تطرق لافروف إلى المستجدات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدًا أن موسكو “مهتمة بضمان ألا تؤدي العملية التي بدأت في سوريا بعد تغيير السلطة إلى صراع أهلي وألا تخرج عن السيطرة”، لافتًا إلى أن بعض المناطق في سوريا “تظهر رغبة في فصل نفسها عن السلطات المركزية في البلاد”.
وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة عقدت مؤخرًا مؤتمر الحوار الوطني السوري، بهدف تنظيم المرحلة الانتقالية وضمان مشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية، معتبرًا أن هذا المؤتمر يشكل “إطارًا ضروريًا لتوجيه المرحلة المقبلة نحو الاستقرار”.
موقف روسيا من التدخلات الخارجية ومستقبل سوريا السياسي
أكد لافروف أن القيادة السورية تسعى إلى تعزيز التطبيع الداخلي دون أي تدخل جيوسياسي، مشيرًا إلى أن موسكو تدعم توجه دمشق في هذا السياق. وقال: “نعلم أن القيادة السورية، وهذا ما أكده لنا الجانب القطري، مهتمة بضمان تقديم المساعدة للإصلاحات، والمساعدة في عمليات تطبيع الوضع داخل البلاد بشكل متساوٍ ومتوازن، بحيث لا يحاول أحد إخضاع هذه العمليات لأهدافه الجيوسياسية”.
وأضاف أن “سوريا لم تعد ترغب في أن تكون أرضًا تُحل فيها المشاكل الجيوسياسية للاعبين الخارجيين”، في إشارة إلى رغبة دمشق في تقليل تأثير القوى الدولية على مستقبل البلاد.
مباحثات روسية-أمريكية حول الملف السوري
تأتي تصريحات لافروف بعد أيام من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، والذي حظي بدعم واسع من دول الخليج، والأردن، وإيران، إضافة إلى روسيا، حيث أكدت جميع الأطراف أهمية العملية السياسية الشاملة كركيزة لاستقرار سوريا.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة روسيا على رفع العقوبات عن سوريا، وهي نفسها التي تعاني من عقوبات أوروبية وأمريكية بسبب غزوها لأوكرانيا، فيما يبدو أن تصريح للاستهلاك الإعلامي ولا فائدة منه.