أثار الحديث عن مشروع “ممر داوود” الإسرائيلي جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث يُنظر إليه كخطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة. وعلى الرغم من غياب إعلان رسمي من الحكومة الإسرائيلية حول هذا المشروع، فإن تحركاتها في المنطقة تشير إلى وجود خطة تهدف إلى تغيير التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ما هو ممر داوود؟
يشير مصطلح “ممر داوود” إلى مشروع يهدف إلى إقامة ممر استراتيجي يربط بين الجولان السوري المحتل وشمال شرق سوريا وصولاً إلى الحدود العراقية. ويُعتقد أن هذا الممر يسعى إلى تأمين ممرات برية لإسرائيل تعزز من نفوذها الاقتصادي والعسكري في المنطقة، وتوفر لها إمكانية الوصول إلى مصادر الطاقة والنقل.
أهداف المشروع:
تعزيز الهيمنة الإسرائيلية: يتيح المشروع لإسرائيل التمدد باتجاه الشرق، مما يعزز نفوذها على المناطق الاستراتيجية في سوريا والعراق.
ربط التحالفات الجديدة: قد يكون هذا الممر جزءًا من استراتيجية أوسع لربط إسرائيل بتحالفات إقليمية جديدة، خاصة مع بعض الفصائل الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا والعراق.
ضمان الأمن القومي: من خلال إنشاء ممرات آمنة تحت السيطرة الإسرائيلية، يمكن تقليل التهديدات الأمنية الناجمة عن الفصائل المسلحة المناوئة لإسرائيل.
تعزيز المصالح الاقتصادية: فتح ممر بري قد يساهم في تسهيل حركة التجارة والبضائع بين إسرائيل ودول الخليج، ما يمنحها منفذاً اقتصادياً جديداً.
رأي المحللين والخبراء:
يرى الصحفي والمحلل السياسي الأمريكي “جوناثان كوك” أن “إسرائيل تسعى إلى استغلال الاضطرابات السياسية في سوريا والعراق لتوسيع نفوذها عبر إنشاء ممر استراتيجي يعزز من أمنها القومي ويفتح لها آفاقًا اقتصادية جديدة”.
أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية “عوفر شيلح”، فيشير إلى أن “الخطة تعتمد على التعاون مع جهات محلية، مثل الفصائل الكردية، لضمان نجاحها دون مواجهة مباشرة مع الدول الإقليمية الكبرى”.
من جانبه، يحذر الباحث الفلسطيني “مهند مصطفى” من أن “هذا المشروع يشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة الأراضي السورية والعراقية، وقد يكون مقدمة لمزيد من التدخلات الإسرائيلية في المنطقة”.
التداعيات المحتملة:
إذا تحقق المشروع، فإنه قد يؤدي إلى توترات سياسية وعسكرية جديدة في المنطقة، إذ ستعارضه العديد من الدول مثل إيران وسوريا والعراق. كما أن تعزيز النفوذ الإسرائيلي في شمال سوريا قد يزيد من حدة الصراعات الجيوسياسية، خاصة مع تصاعد المنافسة بين القوى الإقليمية والدولية.
الخاتمة:
يبقى مشروع “ممر داوود” محل جدل كبير، بين من يراه محاولة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي وبين من يعتبره تهديدًا لاستقرار المنطقة. ومع استمرار التحركات الإسرائيلية في هذا الاتجاه، سيكون من الضروري مراقبة ردود الفعل الدولية، خاصة من الدول العربية والقوى الكبرى التي قد ترى في هذا المشروع تغييرًا جوهريًا في خريطة الشرق الأوسط.
