اتخذت تركيا خطوة كبيرة للسيطرة على قاعدة "T4" الجوية العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية قرب مدينة حمص في سوريا. وفي تصريح لصحيفة The National، أكد قائد سوري رفيع المستوى في منطقة تدمر أن تركيا تستعد لإقامة قاعدة عسكرية في المنطقة، مشيرًا إلى أن التحرك التركي يهدف كذلك إلى الحد من العدوان الإسرائيلي في المنطقة.
وقال القائد العسكري السوري في تصريحه إن تركيا تهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية في مدينة تدمر الصحراوية، وأكد أن "قوات تركية ستتخذ من مطار تدمر قاعدة عسكرية لها، ونحن نرحب بهذا المخطط. أنا على تواصل دائم مع قائد الفرقة فيما يتعلق بانتشار الأتراك في المنطقة".
الأتراك قادمون
ورغم أن القائد لم يحدد نوع القوات أو المعدات التي سترسلها تركيا إلى قاعدة تدمر التي كانت سابقًا تستخدمها مجموعات موالية لإيران تدعم نظام الأسد وتعرضت لهجومين إسرائيليين خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أنه قال: "لم يتم تحديد جدول زمني لنشر القوات التركية، ولكننا نعلم أن ذلك سيكون قريبًا".
كما أفادت التقارير بأن تركيا تخطط أيضًا لإرسال معدات عسكرية إلى قاعدة "T4" الجوية التي تقع على بُعد نحو 70 كيلومترًا غرب مدينة تدمر بمحافظة حمص.
وأكد القائد الذي أجرت The National معه المقابلة تفاصيل تشمل نشر أنظمة الدفاع الجوي التركية "حصار" وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة في الميدان، وأضاف: "بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، سيكون هناك قواعد عسكرية تركية أيضًا".
وأشارت The National إلى أنه إذا سارت الخطط كما هو مرسوم، فإن هذا الانتشار سيزيد بشكل كبير من النفوذ العسكري لتركيا في منطقة واسعة وسط سوريا، وسيعزز موقع أنقرة كقوة محورية في مستقبل هذا البلد الجنوبي المجاور. وأضاف التقرير أن "أهم ما يثير قلق تركيا، العضو في حلف الناتو، في سوريا ليس فقط وجود عناصر تنظيم داعش الذين قد يشكلون تهديدًا عابرًا للحدود، بل أيضًا وجود الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، والتي تصنّفها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمات إرهابية".
تحدٍّ كبير لإسرائيل
وتابعت The National: "من الممكن أن تُثني أنظمة الدفاع الجوي التركية حكومة بنيامين نتنياهو عن مواصلة هجماتها، والتي بررتها سابقًا بالرغبة في القضاء على التهديدات الناجمة عن مخازن الأسلحة منذ سقوط نظام الأسد".
واحتلت إسرائيل، التي تسيّر دوريات في منطقة عازلة جنوب غرب سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة، مواقع في المنطقة، وتزداد انتقاداتها لتدخل تركيا في سوريا. وترى حكومة نتنياهو أن أنقرة تحاول ملء الفراغ الأمني والعسكري الذي تركه نظام الأسد وحلفاؤه المدعومون من إيران، مما يثير قلقها.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، يوم الخميس، إن إسرائيل قلقة من "الدور السلبي" الذي تلعبه تركيا في سوريا ولبنان ومناطق أخرى، وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس: "إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتحويل سوريا إلى وصاية تركية، ومن الواضح أن هذه هي نواياهم".
وقد شنّت إسرائيل، ليلة الأربعاء، هجومًا على قاعدة T4، ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، ودمر "جميع مخازن الذخيرة" في الموقع، وفقًا لما أعلنته قوات الاحتلال، مشيرة إلى أن الهجمات استهدفت "القدرات العسكرية المتبقية".
المصدر : TR Haber
