
قال مصدر مطّلع للموقع الأميركي إن مسألة الوجود العسكري الروسي في سوريا خضعت لنقاشات متكررة داخل وزارة الخارجية والبيت الأبيض، حيث طالب بعض المسؤولين بإزالته.
وأوضح المصدر أن إدارة ترامب قدّمت، الشهر الماضي، شروطاً لممثلي الرئيس السوري أحمد الشرع تتعلق برفع العقوبات عن سوريا، دون أن تتضمن بنداً يخص الوجود الروسي.
وفي تعليقها على الموقف، قالت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين إن على الولايات المتحدة اتباع نهج متدرج في تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
بدوره، أشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الإدارة تراقب تصرفات السلطات السورية عن كثب بهدف تحديد مسار السياسة المستقبلية، مشدداً على أن واشنطن تريد من سوريا أن "تعيش بسلام مع جيرانها، وتحترم حقوق الإنسان، وتمنع تحوّل أراضيها إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية".
تباين في وجهات النظر داخل الإدارة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع سوريا
أكدت مصادر أميركية، أواخر الشهر الفائت، وجود تباين في وجهات النظر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن كيفية التعامل مع الحكومة الجديدة في سوريا ومدى الانفتاح عليها.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين ومصادر أميركية وصفتها بأنها "مطلعة على عملية صنع القرار"، أن هناك اختلافاً في وجهات النظر في واشنطن حول كيفية التعامل مع سوريا، حيث يحرص بعض مسؤولي البيت الأبيض على اتخاذ موقف أكثر تشدداً من القيادة السورية الجديدة وتقليص التفاعل إلى الحد الأدنى، بسبب روابطها السابقة بتنظيم القاعدة.
في المقابل، تسعى وزارة الخارجية إلى اتباع نهج أكثر اعتدالاً تجاه سوريا و"التفاعل بشكل مدروس" مع الحكومة الجديدة، بما في ذلك مجالات المشاركة المحتملة، خاصة في ظل حاجة البلاد إلى الاستقرار بعد 14 عاماً من الحرب.
وأدت الخلافات، في وقت سابق من شهر آذار الفائت، إلى مداولات ساخنة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشأن بيان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي دان العنف في الساحل السوري.
وقتها، دان روبيو "الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب"، الذين نفذوا أعمال العنف، ودعا الحكومة المؤقتة في سوريا إلى محاسبة الجناة.
وسعى البيت الأبيض إلى إصدار بيان أكثر صرامة تجاه الحكومة السورية، بينما نجحت وزارة الخارجية في إضفاء توازن على البيان، بحسب مصادر مطّلعة على العملية.
وتُمارس إسرائيل ضغوطاً على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مركزية. ورغم أن الإدارة الأميركية لم تؤيّد بعد بشكل كامل جهود تل أبيب الرامية إلى تثبيط الانخراط الأميركي مع الحكومة الجديدة في سوريا، إلا أن بعض المطالب الإسرائيلية تكتسب زخماً متزايداً لدى بعض المسؤولين الأميركيين، وفقاً للوكالة.
شروط أميركية لرفع العقوبات عن سوريا
سلّمت الولايات المتحدة قائمة شروط إلى سوريا، وطلبت منها تنفيذها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن ستة مصادر مطّلعة.
ووفقاً للمصادر، فإن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون بلاد الشام وسوريا، ناتاشا فرانشيسكي، سلّمت قائمة المطالب إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في اجتماع شخصي على هامش مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل، في 18 آذار الجاري.
ومن بين الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة: تدمير أي مخازن متبقية للأسلحة الكيماوية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والتأكد من عدم تولّي مقاتلين أجانب مناصب قيادية في الهيكل الحاكم في سوريا.
وطلبت واشنطن من سوريا أيضاً تعيين ضابط ارتباط للمساعدة في الجهود الأميركية للعثور على أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي اختفى في سوريا قبل أكثر من عقد.
ومقابل تلبية جميع المطالب، ستخفّف واشنطن بعض العقوبات. ومن بين الإجراءات المحددة: تمديد إعفاء قائم لمدة عامين للمعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية، وربما إصدار إعفاء إضافي، إلى جانب إصدار بيان أميركي يدعم وحدة الأراضي السورية.