
يأتي هذا القرار بالتزامن مع انطلاق فعالية سحب قرعة الحج، التي أقيمت اليوم الثلاثاء في المكتبة الوطنية بدمشق، بحضور وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري، وعدد من الشخصيات الدينية والرسمية.
تخفيف الأعباء على الحجاج
أكد مدير الحج والعمرة، سامر بيرقدار، أن القرار يشمل جميع المتقدمين، ويأتي لتخفيف الأعباء المالية، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون. وأضاف أن الوزارة حريصة على ضمان سير عملية الحج بسلاسة وتنظيم، مشيراً إلى اتخاذ خطوات عملية لضمان حقوق الفئات الأشد حاجة، لاسيما كبار السن.
آلية القرعة وأولويات الاختيار
أعلنت مديرية الحج والعمرة أن عدد المتقدمين بلغ 43,215 شخصاً، داخل سوريا وخارجها. وستُخصص المرحلة الأولى من القرعة لاختيار 1,575 حاجاً ممن تجاوزت أعمارهم 70 عاماً، من أصل نحو 5,000 متقدم ضمن هذه الفئة، وذلك تماشياً مع الشروط الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية، والتي حددت سقف الحجاج من هذه الفئة بنسبة 7% من إجمالي عدد الحجاج السوريين.
وأوضح بيرقدار أن توزيع الحصة هذا العام سيأخذ بعين الاعتبار الفئات العمرية، حيث ستُمنح 65% من المقاعد لكبار السن، و35% للشباب، في حين يُتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من القرعة لاختيار باقي المقبولين وفق نظام الأولوية للعمر.
التكاليف والخدمات المقدمة
بلغت كلفة الحج هذا العام 4,900 دولار أميركي، بحسب ما صرح به بيرقدار، مرجعاً ارتفاع الكلفة إلى تحسين جودة الخدمات، التي تشمل الإقامة والنقل ووجبات الطعام. وأكد أن التكاليف تشمل جميع الحجاج، سواء كانوا داخل سوريا أو في دول الجوار، وتشمل أيضاً الطيران وكامل الخدمات الأخرى، مضيفاً أن تسديد التكاليف سيبدأ يوم السبت ويستمر لمدة أسبوعين.
خدمات لوجستية وتطويرات نوعية
أشار بيرقدار إلى أن اللجنة بصدد استئجار مساكن مناسبة في مكة المكرمة، مع تأمين وسائل نقل مريحة وآمنة للحجاج من وإلى الحرم. كما نوّه إلى أن اللجنة أدخلت تحسينات على الوجبات والخدمات الفندقية، بما يضمن بيئة مناسبة لأداء المناسك بكل راحة.
وتجدر الإشارة إلى أن "لجنة الحج العليا السورية"، المنبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كانت تشرف منذ عام 2013 على ملف الحج السوري، وقد حققت نقلة نوعية في تنظيمه بشهادة وزارة الحج السعودية.
ومن أبرز إنجازاتها، تطوير أنظمة إلكترونية لتسجيل الحجاج، وآليات التقييم والشكاوى، ونظام تتبع الباصات، وتنفيذ مشاريع خدمية كبرنامج الهدي، وتدريب كوادرها عبر شركات احترافية، مما عزز من مصداقيتها وثقة المملكة العربية السعودية في أدائها، ومكّنها من مواصلة الإشراف على تنظيم مواسم الحج السوري دون انقطاع.
يبقى ملف الحج السوري واحداً من أبرز إنجازات الإدارة المدنية السورية في ظل الثورة السورية، حيث واصل المعنيون به بذل الجهود لتسهيل أداء الفريضة، وضمان حقوق الحجاج دون تمييز، في صورة تعكس روح التعاون والشراكة الوطنية والإنسانية على حد سواء، وبات الملف اليوم في عهدة وزارة الأوقاف السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد.