تتواصل الاستعدادات في مدينة حلب لتنفيذ المرحلة الثانية من انسحاب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وفقاً للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية والمجلس المدني للحيين. وأعلن سعد نعسان، المدير العام لمديرية الشؤون السياسية في حلب، أن عملية الإخراج ستبدأ اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، بشكل منظم وبتنسيق كامل لضمان نجاح خروج الدفعة الثانية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة.
وأكد نعسان في تغريدة على منصة "إكس" أن السلطات ملتزمة بتوفير "حياة اجتماعية سليمة خالية من الانقسامات"، مشدداً على أهمية هذه العملية في إرساء السلام الداخلي. وكان أول رتل عسكري تابع لـ"قسد" قد انسحب في 4 نيسان الجاري من حلب باتجاه شرق الفرات، تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، حيث تولت قوات الجيش تأمين الطريق، وفق ما أوردته وكالة "سانا" آنذاك.
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في الأول من نيسان بين لجنة رئاسية و"المجلس المدني لحيي الشيخ مقصود والأشرفية"، يشمل 14 بنداً، أبرزها انسحاب القوات المسلحة مع أسلحتها إلى شمال شرق سوريا، وحظر المظاهر المسلحة في الحيين. كما نص على تبادل الأسرى وتبييض السجون بين الطرفين في حلب، إلى جانب تشكيل لجان تنسيقية لتسهيل الحركة بين مناطق حلب وشرق الفرات، ولجان محلية لتطبيق الاتفاق عملياً.
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود الحكومة السورية الانتقالية لتوحيد السيطرة على الأراضي بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، وسط تركيز على دمج المناطق التي كانت تحت نفوذ "قسد". ورحب سكان الحيين بالاتفاق، معبرين عن أملهم في عودة الحياة الطبيعية بعد سنوات من التوتر. ومع استكمال الانسحاب، تتجه الأنظار إلى مدى التزام الأطراف بالبنود، وتأثير ذلك على استقرار حلب وعلاقتها بمناطق الشمال الشرقي، في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها سوريا في مرحلتها الانتقالية.
