
بعد أن لم تلقَ شكاوى نتنياهو آذانًا صاغية في الولايات المتحدة، طلب من ترامب إبقاء القوات الأمريكية في سوريا، لكن ترامب قام بنقل جزء كبير من هذه القوات إلى العراق. الآن، يُحاول نتنياهو استمالة فرنسا كأمل أخير، حيث تخطط كل من إسرائيل وفرنسا لاستخدام ميليشيا YPG ضد تركيا، وإثارة الدروز والنصيريين (العلويين) لخلق تمرد في سوريا.
وبحسب تقرير للصحفي Yılmaz bilgen في صحيفة Türkiye ، بدأت التحركات في مقارّ التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في سوريا. وهناك عمليات نقل من 18 قاعدة وقاعدة مؤقتة في سوريا إلى العراق.
وبعد أن أبلغ فريق ترامب في الشرق الأوسط ممثلي الجناح السياسي لتنظيم PKK-YPG، سناء محمد وإلهام أحمد، بضرورة التوصل إلى تفاهم مع دمشق وتركيا، صرّح القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم لصحيفة تركيا قائلًا:
"لقد وصلنا إلى نقطة أصبح فيها الارتباط السياسي مع الإدارة الأمريكية على وشك الانفصال. لم نعد نثق بالإدارة الأمريكية."
وقال عبد العزيز تيمو، رئيس رابطة كرد سوريا المستقلين، إنّ عمليات نقل القوات من القواعد الأمريكية بدأت بالفعل، بالرغم من جهود جناح PKK-YPG، موضحًا أن القوات الأمريكية ستنقل تمركزها إلى قاعدتي كونيكو والعمر، بعد مغادرة قواعد مثل الطبقة، الشدادي، رميلان، الحسكة، والقامشلي، على أن تبدأ لاحقًا عملية الإخلاء الكامل من المنطقة. وأضاف أن هذا الجدول الزمني تم إبلاغه لقيادة PKK-YPG، التي طلبت من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) تشكيل وحدة حماية من 50 عنصرًا لحماية القادة مثل مظلوم عبدي.
وبحسب تيمو، فإنّ آمال تنظيم PKK-YPG في الولايات المتحدة قد انتهت، وهم الآن في تبادل مكثف للمعلومات مع إسرائيل وفرنسا. ومنذ مارس، باتت تل أبيب هي من يحدد استراتيجيتهم الرئيسية. إسرائيل تضع خارطة طريق لتحالف بين PKK والنظام السوري والدروز والنصيريين، وتسعى لإعادة صياغة المشهد من خلال تنظيم داعش. وتحاول تل أبيب إنتاج سيناريوهات تُبقي الولايات المتحدة على الأرض في سوريا.
تركيا، التي تدرك هذه التحضيرات، تُخطط لشن عمليات ضد داعش بالتعاون مع الجيش السوري، في مواجهة مباشرة بين استراتيجيتين.
وأشار تيمو إلى أن فرنسا، وبشكل خاص إسرائيل، تُعرقل العملية، حيث يُصوّر نتنياهو نظام شارة في سوريا على أنه متواطئ مع داعش، وهو ما أعاد طرحه في آخر لقاء له مع ترامب. ورغم ذلك، أحرز فريق ترامب تقدمًا كبيرًا في التواصل مع أنقرة، وتم التوصل إلى أرضية تفاهم جدية بين الطرفين. وأضاف تيمو أن أكبر مخاوف إسرائيل الآن هي تصفية تنظيم PKK-YPG، وتسعى إلى تحريك داعش في المناطق الدرزية أو شمال سوريا لتدخل إسرائيل كـ"منقذ" وتبقى فاعلة في الساحة. لكن في ظل غياب أمريكا، فإن تحرك إسرائيل سيكون محدودًا، "ولن تستطيع فعل أي شيء".
استغلال الأكراد كأداة
أكّد الكاتب والباحث إلغاز زورلو أن إسرائيل تُستخدم من قبل القوى الغربية، وقال:
"لكن حين تنهار هذه الدولة، لن تقبل بنا أي دولة غربية. نحن نعلم ذلك. إسرائيل إمّا ستنهار بحرب أهلية أو بغزو غربي، ويجب على كل اليهود أن يكونوا مستعدين لذلك."
ووجّه زورلو رسالة إلى الأكراد قائلًا:
"نتنياهو والصهاينة الآخرون لن يمنحوكم أبدًا حق إقامة دولة. إنهم فقط يستخدمونكم كوسيلة لتحقيق حلمهم بالوصول إلى نهر الفرات. صدقوني، حتى لو أسس الأكراد دولة مستقلة في تلك المناطق، فإن إسرائيل، بحكم معتقدها في أرض الميعاد، ستعمل على هدم تلك الدولة بنفسها."
المصدر: Türkiye Gazetesi