
جاءت تصريحات أولباق في مؤتمر صحفي عقب زيارة استمرت يومين إلى العاصمة السورية دمشق، رافق خلالها وزير التجارة التركي عمر بولاط، في أول زيارة رسمية رفيعة من أنقرة إلى دمشق منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
وأوضح أولباق أن وزير النقل السوري يعرب سليمان بدر أشار خلال الاجتماعات إلى وجود موانئ ومنشآت قائمة حاليًا لكنها لا تعمل، وأن الجانب السوري لا يمانع التعاون مع أي طرف مستعد لتشغيلها، مضيفًا: “نحن لا نتحدث عن استثمارات من الصفر، بل عن منشآت قائمة يمكن تفعيلها سريعًا”.
التقى بوزراء الاقتصاد والنقل والمالية
وأشار أولباق إلى أن الوفد التركي بدأ لقاءاته مع وزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار، حيث جرت مناقشات حول فرص الاستثمار وواقع القطاع الصناعي، موضحًا أن تطوير البنية التحتية للنقل البري والبحري والجوي كان محور الاجتماع مع وزير النقل السوري.
وفي السياق ذاته، شدد أولباق على أهمية وجود نظام مصرفي وتحويلات مالية فعالة، وقوانين واضحة تنظم التجارة والاستثمار، مشيرًا إلى لقاء جمع الوفد التركي بوزير المالية السوري محمد يُسر برنية، تم خلاله بحث الحاجة لتوقيع اتفاقيتين رئيسيتين: الأولى لتشجيع وحماية الاستثمارات، والثانية لمنع الازدواج الضريبي.
وقال: “عبرنا عن توقعاتنا بخصوص هاتين الاتفاقيتين، وبمجرد صدورهما سيكون رجال الأعمال الأتراك أكثر استعدادًا للانخراط بالأسواق السورية”.
بحث الإجراءات على المعابر الحدودية
كما اجتمع الوفد التركي مع رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا قتيبة أحمد البدوي، لمناقشة الإجراءات المعتمدة على المعابر الحدودية بين البلدين، وسط إشارات إلى إمكانية تحقيق تقدم سريع في التبادل التجاري.
وأشار أولباق إلى وجود “طاقات فائضة” في قطاعات تركية مثل النسيج، مع إمكانات لنقل هذه الطاقة إلى الداخل السوري، معتبرًا أن التكامل الصناعي ممكن في المدى القريب والمتوسط، بينما تحتاج الاستثمارات الكبرى لوقت وشروط قانونية واضحة.
دمشق ستسمّي أعضاء مجلس الأعمال
وفي ختام حديثه، أكد أولباق أن الجانب التركي أبلغ دمشق بضرورة تسمية ممثليها في مجلس الأعمال التركي-السوري، وأن الحكومة السورية أبدت تجاوبها، مع التزام بتسمية الأعضاء في أقرب فرصة.
وشدد على أن الزيارة لم تتضمن توقيع اتفاقيات فورية، لكنها شملت ملفات واضحة وواقعية، قائلاً: “كانت زيارة شاملة ومباشرة، وقد ناقشنا نقاطًا محددة. لهذا أصفها بأنها ملموسة جدًا من حيث المضمون”.
بولاط: تكامل اقتصادي شبيه بـ”النافتا” والاتحاد الأوروبي
وكان وزير التجارة التركي عمر بولاط صرح في وقت سابق أن أنقرة تسعى إلى بناء تكامل اقتصادي قوي مع سوريا، يشبه نماذج التعاون الاقتصادي بين أميركا وكندا والمكسيك (نافتا)، أو بين دول الاتحاد الأوروبي، في خطوة تعكس التحول في سياسة تركيا تجاه جارتها الجنوبية بعد سنوات من القطيعة.