أكد تيم ليندركينج، كبير مسؤولي شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، أن القيادة السورية الجديدة أمام فرصة مشروطة لتطوير علاقات مع الولايات المتحدة، لكنه شدد على أن واشنطن لن تتسرع في رفع العقوبات المفروضة على سوريا. جاء ذلك خلال ندوة افتراضية نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، حيث أشار ليندركينج إلى أن الوضع السوري يحظى باهتمام يومي داخل الخارجية الأمريكية، مع نقاشات مستمرة تشمل الوزير روبيو ومسؤولين عرباً زاروا واشنطن مؤخراً.
وأوضح أن الولايات المتحدة لا تزال في مرحلة تقييم مدى التزام القيادة السورية الجديدة بتغيير نهجها الأيديولوجي، مؤكداً أن واشنطن تتعامل بحذر وتمحيص. وحدد ليندركينج شروطاً واضحة تم إبلاغها للسلطات السورية، واصفاً إياها بـ"غير تعجيزية"، وأشار إلى أن الالتزام بها سيمهد لبناء الثقة وربما رفع العقوبات مستقبلاً.
وأشار إلى تحديات كبرى تواجه دمشق، منها وجود أفراد من القيادة السورية وهيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب الأمريكية، وملف المقاتلين الأجانب الذين يجب إبعادهم عن المناصب الرسمية. كما طالب بتوضيحات حول مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس وأمريكيين آخرين مفقودين، معربًا عن قلق واشنطن إزاء أحداث الساحل السوري، حيث يُعتقد أن فلول النظام السابق وأذرع إيران تقف وراءها، وطالب بمحاسبة المسؤولين.
في سياق العقوبات، أكد ليندركينج أن واشنطن لن تتعجل رفعها، مشيراً إلى أن بعض الدول شرعت بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، لكن الولايات المتحدة لم تصل لهذه المرحلة بعد. وأضاف أن تخفيف العقوبات مرهون باتخاذ خطوات ملموسة من السلطات الانتقالية.
ورحب المسؤول الأمريكي باتفاق دمج المناطق السورية تحت دولة موحدة، وتعاون الحكومة السورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، داعياً لاستكمال تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية. واختتم بالتأكيد على رغبة واشنطن في رؤية سوريا دولة قوية موحدة، مع دور إيجابي للولايات المتحدة إذا التزمت القيادة الجديدة بمصالح شعبها.
