قالت النيابة إن المتقاعد الفرنسي البالغ 69 عاما أودع لدى الشرطة بعد ظهر الأحد، بعد أن رفع قرار إيقافه السبت لأسباب صحية.
وتتأكد فرضيّة الدافع العنصري منذ الهجوم الذي خلّف ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى بات وضعهم الصحي مستقرا الأحد.
فبعيد إلقاء القبض عليه اثر الواقعة، قال مطلق النار للشرطة إنه فعل ذلك لأنه "عنصري". وكشفت المدعية العامة في باريس لوري بيكوا في بيان أنه أثناء احتجازه لدى الشرطة اعترف بأنه يكنّ "كراهية للأجانب أصبحت حالة مرضيّة" منذ تعرض منزله للسطو عام 2016.
كما وصف المشتبه به نفسه بأنه "مكتئب" و"يميل إلى الانتحار"، وقال "لكن قبل الإقدام على الانتحار، كنت أرغب دائمًا في قتل مهاجرين، أجانب، منذ هذا السطو".
لكنّه "تخلى أخيرًا عن التحرك في هذا الاتجاه نظرا لقلة الموجودين وبسبب ملابسه التي تمنعه من إعادة تلقيم سلاحه بسهولة"، بحسب نفس المصدر.
وعاد بعد ذلك إلى منزل والديه، ثم خرج واتجه قبيل الظهر إلى شارع أنغان في وسط باريس حيث علم بوجود مركز ثقافي كردي، وأطلق النار.
وأوردت النيابة العامة في بيانها أن الرجل، "مشيرا إلى رغبته في مهاجمة جميع المهاجرين، شرح أنه هاجم ضحايا لا يعرفهم"
وأضافت أنه "كان ينوي استخدام كل الذخيرة والانتحار بالرصاصة الأخيرة"، ولكن انقضّ عليه عدة أشخاص في صالون حلاقة قريب قبل أن تقبض عليه الشرطة.
وقالت المدعية العامة إن العناصر الأولى التي تم الحصول عليها أثناء تفتيش منزل والديه حيث ضبط جهاز كمبيوتر وهاتف، لم تثبت "أيّ صلة بفكر متطرف".
وسبقت إدانته عام 2017 لحمله سلاحًا غير مرخّص وفي حزيران/يونيو الماضي لممارسته العنف باستخدام أسلحة ضد لصوص -وهما قضيتان ذكرهما أثناء التحقيق- كما وجهت له في كانون الأول/ديسمبر 2021 تهمة ارتكاب أعمال عنف بالأسلحة مع سبق الإصرار وبدافع عنصري.
- غضب وتظاهرات
واشتُبه في أنه طعن مهاجرين في مخيّم بباريس في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2021.
لكن بعد قضائه عاما في الحبس الاحتياطي، أطلق سراحه في 12 كانون الأول/ديسمبر 2022.
وشهدت العاصمة الفرنسية أعمال عنف وشغب على هامش مسيرة شارك فيها أنصار تنظيم بي كي كي الإرهابي السبت.
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن في تغريدة الأحد أرفقها بصور لسيارات محترقة في باريس "هذا هو حزب العمال الكردستاني في فرنسا (...) المنظمة الإرهابية ذاتها التي تدعمونها في سوريا".
وأضاف "هذا هو حزب العمال الكردستاني ذاته الذي قتل آلاف الأتراك والأكراد وقوات الأمن على مدى السنوات الأربعين الماضية. يضرمون النيران اليوم في شوارع باريس. هل ستبقون صامتين؟".
كما اشتبك أنصار تنظيم بي كي كي الإرهابي يوم السبت مع الشرطة في لندن وتسببوا في فوضى واضطرابات.
فقد تجمعت مجموعة من أنصار الجماعة الإرهابية أمام السفارة الفرنسية في لندن، ورددت شعارات مناهضة لتركيا وفرنسا بسبب إطلاق النار يوم الجمعة في باريس.
كما سار أنصار الجماعة الإرهابية باتجاه السفارة التركية في لندن، حاملين لافتات كتب عليها "الحرية لأوجلان"، في إشارة إلى زعيم العصابة الإرهابي عبد الله أوجلان الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في تركيا.
تسبب المتظاهرون أيضًا في اضطرابات مرورية أثناء سيرهم في وسط لندن فيما تزداد حركة الشراء والإقبال على الأسواق قبيل عطلة عيد الميلاد .