بعد انهيار دكتاتورية حزب البعث في سوريا، بدأت سوريا تتحول إلى مرحلة جديدة مليئة بالتحديات على الصعيدين المحلي والإقليمي. التغيرات التي طرأت على سوريا بعد بداية الحرب الأهلية في عام 2011، مع سيطرة المتمردين على دمشق، تشير إلى مرحلة جديدة من الصراع.
هل ستنقسم سوريا؟
تساؤلات عديدة تطرح حول مستقبل سوريا بعد انهيار النظام. كيف ستؤثر هذه التغيرات على تركيا وفلسطين وإسرائيل المحتلة والعراق ولبنان وروسيا وإيران؟ وماذا عن مستقبل العلاقات الداخلية والإقليمية في سوريا؟ هل ستنشأ حكومة جديدة في دمشق؟ يترقب الجميع الإجابة عن هذه الأسئلة في المستقبل القريب.
تغيير النظام البعثي في سوريا
انهيار النظام البعثي في سوريا لا يؤثر فقط على التوازنات الداخلية في البلاد، بل يفتح أيضًا مرحلة جديدة من التغيير على مستوى الشرق الأوسط. الدبلوماسية الآن تشهد واقعًا جديدًا، وهذا التحول أثر بشكل كبير على سياسات الدول في المنطقة بما في ذلك تركيا. التغيرات في مواقف الدول تؤثر على استراتيجيات الأمن والتحالفات، مما يعيد تشكيل الوضع الأمني في المنطقة. بدأ الجميع في مراقبة الحكومة الجديدة في دمشق، خاصة في ظل التغييرات التي تحدث على الأرض.
متى سينتهي شهر العسل في سوريا؟
تقول شارلز ليستر، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط: "لقد نجح السوريون أخيرًا في التخلص من حكم بشار الأسد. خلال 54 عامًا، كان نظام الأسد يعتمد على الخوف، ولكن مع تدمير هذا النظام، بدأ الضوء يظهر في نهاية النفق. إلا أن هذا يبقى مجرد بداية لصراع طويل." على الرغم من البداية المتفائلة لانتفاضة الشعب السوري، يظل التحدي الأكبر هو كيفية إدارة هذه المرحلة الانتقالية بنجاح.
التوترات الإقليمية المتزايدة
بول سالم، نائب رئيس معهد دولي، أشار إلى أن سقوط بشار الأسد في أكتوبر الماضي قد زعزع التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. كان النظام السوري حليفًا مهمًا لإيران منذ الثمانينات، وسقوطه يعد ضربة قوية لإيران في المنطقة، خاصة في لبنان حيث فقدت طهران السيطرة على الجماعات المسلحة المدعومة من قبلها.
فرص جديدة للبنان والعراق
انهيار النظام السوري قد يوفر فرصة للبنان لاستعادة سيادتها بعد سنوات من الهيمنة السورية. وبالمثل، من المحتمل أن تشهد العراق زيادة في الضغوط على القوى المدعومة من إيران، حيث يسعى العراق إلى استعادة استقلاله الوطني.
إعادة اللاجئين السوريين إلى أوطانهم
تترقب تركيا ولبنان والأردن عودة الملايين من اللاجئين السوريين إلى وطنهم بعد سنوات من اللجوء إلى هذه الدول بسبب الحرب.
تحديات سيتعين على تركيا مواجهتها
تركيا، التي دعمت المعارضة السورية منذ بداية الحرب في 2011، تجد نفسها في موقع قوي الآن في سوريا، لكن التحديات ما زالت قائمة، خاصة فيما يتعلق بالإدارة الانتقالية في سوريا والتعامل مع تنظيمات مثل YPG.
إسرائيل: هل تزداد التوترات؟
من ناحية أخرى، ترى إسرائيل أن انهيار نظام الأسد يمثل فرصة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. في الوقت نفسه، هناك قلق من أن تتحول الأوضاع في سوريا إلى تهديد استراتيجي في المستقبل.
مستقبل السياسة الأمريكية تجاه سوريا
تختلف ردود فعل الولايات المتحدة تجاه سقوط الأسد. بينما يصر الرئيس جو بايدن على استمرار مكافحة التهديدات الإرهابية في المنطقة، يبقى الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعيدًا عن التدخل في هذا الشأن.
بشكل عام، سوريا تتجه نحو مرحلة من عدم اليقين، وستستمر أحداثها في تشكيل سياسة المنطقة في السنوات المقبلة.
بحث : Güngör YAVUZASLAN
