مع انتهاء 63 عامًا من دكتاتورية آل الأسد في سوريا، تحرر الشعب السوري، وأصبح الجامع الأموي رمزًا معنويًا للنصر الذي تم تحقيقه. واليوم، يحتفظ هذا المسجد بأهميته التاريخية والدينية.
كنت قد حظيت بفرصة حضور صلاة جمعة والصلاة في الجامع الأموي، والحمد لله.
في كل سجدة كنت أتذكر الظلم الذي تعرض له حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، سيدنا الحسين (رضي الله عنه).
فالمعروف أن رأس سيدنا الحسين المبارك، الذي قُطع عن جسده، موجود ومخبأ في هذا المسجد.
حين تكون هناك، تشعر وكأن هذه الحقيقة تنغرس في عقلك وقلبك كالمسامير.
انتهت الثورة السورية بإسقاط نظام الأسد.
وتواصل تركيا جهودها لإعادة إعمار المنطقة بسرعة.
عندما بدأت الثورة، كنا نقول إنها ستنتهي بالنصر وسنصلي في الجامع الأموي، وجعلنا هذه العبارة رمزًا مقدسًا للحركة الشعبية.
سخروا منا وقالوا إن الصلاة في الجامع الأموي أصبحت حلمًا.
سخروا وضحكوا...
لكن النتيجة كانت أن الثورة، بسبب تداخل العلاقات المشوهة بين روسيا، والولايات المتحدة، وإيران، وبريطانيا، وإسرائيل، استغرقت 13 عامًا بدلًا من 13 يومًا.
ملايين الناس قُتلوا.
وملايين آخرون شُردوا من ديارهم.
في النهاية، انتهت الثورة بالنصر.
وظهر مرة أخرى الأهمية الدينية والتاريخية للجامع الأموي.
ما أهمية وسر الصلاة في الجامع الأموي؟
مثل كل المساجد، الجامع الأموي مكان مقدس.
ولكن لهذا المسجد خصوصية إضافية.
كان في الأصل كنيسة "يوحنا المعمدان"، وتم تحويله إلى مسجد في عام 635 ميلادية.
في الواقع، حتى 70-80 عامًا مضت، كان يُستخدم كمسجد وكنيسة في نفس الوقت.
كانت تُقام فيه صلاة الجمعة أيام الجمعة، أما أيام الأحد فكانت تُقام الطقوس المسيحية.
ثم تم تحويله بالكامل إلى مسجد.
لهذا، يُعتبر الجامع الأموي رمزًا للنصر على المسيحية.
وعلاوة على ذلك، يعكس هذا المسجد الحب والإعجاب بعصر الأمويين، إذ تم تحويله إلى مسجد في عهدهم.
قصة الرأس المبارك
عندما قتل يزيد حفيد النبي (صلى الله عليه وسلم) سيدنا الحسين (رضي الله عنه) في كربلاء، أحضر رأسه المبارك، وعرضه على أهل الشام، وأهانه، ثم تم حفظه لاحقًا في هذا المسجد.
لذلك، يُعتبر الجامع الأموي رمزًا لـ"انتصار" الأمويين في صراعهم مع الهاشميين.
غازي عنتاب ومبادرة Fatma Şahin
بفضل دعوة Fatma Şahin، رئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى، وجهود رئيس اتحاد مصدري السجاد في GAİB، Zeynel Abidin Kaplan، وممثلي القطاع، سيتم تصنيع سجاد الجامع الأموي.
السجاد سيكون لونه أحمر داكن ومصنوع بالكامل من الصوف.
كما أن الرئيس Recep Tayyip Erdoğan يتابع هذا المشروع عن كثب.
الحرفيون في غازي عنتاب يعملون بجد لإتمام السجاد قبل حلول شهر رمضان في فبراير، ليتزامن مع صلاة التراويح في الجامع الأموي.
دور غازي عنتاب التاريخي
تاريخيًا، Gaziantep كانت دائمًا مدينة تتحمل المسؤوليات تجاه الشرق الأوسط، واحتضنت اللاجئين السوريين بروح الأنصار.
كانت جزءًا من إمارة تابعة لحلب، وقدمت الدعم دائمًا لجيرانها.
قصة الصلاة في الجامع الأموي وصناعة السجاد من قِبل أهالي غازي عنتاب ليست سوى تحقيق للقدر التاريخي المكتوب.
التاريخ يعيد نفسه، وقد حمل الرئيس Recep Tayyip Erdoğan وتركيا وGaziantep وFatma Şahin هذا الواجب.
رسالة الختام
بفضل وجود تركيا، ستظل قوى الشر التي تعبث بالقيم الإسلامية تشعر بعدم الراحة.
سيأتي اليوم الذي تُعاد فيه الأمور إلى نصابها، وسينال الظالمون جزاءهم.
نسأل الله أن ينصر بلادنا وشعبنا، وأن يوحد العالم الإسلامي ويزرع فيه السلام والمحبة.
إلى اللقاء في الجامع الأموي في 21 مارس.
دمتم بخير...
بقلم : Arif Kurt